للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جلس مرّة [مع] جماعة، يلعبون لعبة، ويكتبون ورقا، فى بعضها صورة شخص صاحب متاع، وفى أخرى صورة لصّ، فإذا حصلت الورقة التى فيها صاحب المتاع يقول: يا جماعة ضاع لى كذا وكذا، وأريد شخصا أو شخصين- على قدر ما يخطر له- يحضر لى اللص، وثمّ أوراق أخر فيها نقطة ونقطتان فأكثر على عدد الجماعة، فوقعت الرّقعة التى فيها صاحب المتاع له، فصار ساكتا، ونحن نقول له: ما تتكلّم، فيقول: حتّى أبصر شيئا ضاع لى فاقوله، وإلّا يبقى كذبا … ! وصرنا/ نقول: هذا لعب لا حقيقة له، وهو يفكّر … !

وحكى لى والده قال: أحضر لى نصف درهم وقال: هذا وجدته، وما علمت هل هو من دراهمى أو من دراهمك؟ خذه، وكان متحرّزا.

خرج هو وإخوته إلى البحر، فنزلوا يسبحون فيه، فقوى عليه التيّار فغرق، وتوفّى رحمه الله [تعالى]، وكان ذلك فى سنة سبع عشرة وسبعمائة.

ورثاه الأديب الفاضل سديد الدّين محمد (١) بن فضل الله بمرثية جيّدة، أوّلها:

أخلاص من قبضة الموت كلّا … فدع الفكر إنّه اليوم كلّا

[منها]:

فبدون الغايات لم يك يرضى … فلذا ما ارتضى سوى النّيل غسلا

وتوفّى وسنّة اثنان وعشرون سنة.

(٣٩٧ - محمد بن إسماعيل قطب الدّين السّفطىّ القوصىّ)

محمد، أخوه، المنعوت قطب الدّين، سمع الحديث من شيخنا محيى (٢) الدّين المذكور، ومن أبى الرّبيع سليمان المذكور، ومن غيرهما، واشتغل بالفقه، وحفظ


(١) ستأتى ترجمته فى الطالع.
(٢) هو أحمد بن محمد بن أحمد القرطبى، انظر ترجمته ص ١١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>