للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كان فقيها فاضلا نحويّا، تولّى الخطابة بأسنا بعد أبيه، وناب فى الحكم بها، ثمّ عمل بنو السّديد عليه فى الخطابة، وأحضروا من شهد عليه أنّه عاق لأبيه، وآخر الأمر استقرّ أحمد (١) بن السّديد فى الخطابة، واستقرّ هو [فى الإمامة] إماما، فحضر للصّلاة فلم يصلّ أحد معه، ثمّ صلّى ابن السّديد فصلّى جمع كثير، فقال: يا جماعة ما أنا مسلم؟

وتوجّه إلى «الكرك (٢)» صحبة الشّيخ شمس الدّين الأصبهانىّ، فناب عنه فى الحكم، ثمّ عاد إليها، وجرى بينه وبين بنى السّديد كلام، وحضر قاضى قوص ليفصل بينهما، واستقرّت الخطابة لابن السّديد.

وكان [نجم الدّين] متديّنا خيّرا، توفّى ببلده سنة ستّ وثمانين وستّمائة.

(٢٥٧ - عبد القوىّ بن محمد بن جعفر الأسنائىّ)

عبد القوىّ بن محمد بن جعفر الأسنائىّ، ينعت بنجم الدّين، ويعرف بابن معين وبابن أبى جعفر، فقيه شافعىّ، اشتغل بالفقه على الشّيخ النّجيب (٣) ابن مفلح، و [على] الشّيخ بهاء الدّين هبة الله القفطىّ، وناب فى الحكم العزيز (٤)، ودرّس بالمدرسة الأفرميّة بمدينة قوص.

وكان خفيف/ الرّوح، حسن الخلق، مرتاضا محبّا للسّماع، حتّى بلغنى أنّه أوصى أن تخرج جنازته بالدّفوف والشبابة، وتمنع النائحات والباكيات عليه.


(١) هو أحمد بن على بن هبة الله، انظر ترجمته فى الطالع ص ١٠٢.
(٢) الكرك: بفتح وسكون، قرية فى أصل جبل لبنان، وبالتحريك: قلعة بنواحى البلقاء، انظر: معجم البلدان ٤/ ٤٥٢، والقاموس ٣/ ٣١٧.
(٣) هو أبو عمرو عثمان بن مفلح، وستأتى ترجمته فى الطالع.
(٤) هكذا العبارة فى الأصول.

<<  <  ج: ص:  >  >>