محمد بن سليمان بن أحمد القوصىّ، ينعت بالتّاج، ويعرف بابن الفخر، سمع الحديث من أبى عبد الله محمد بن غالب الجيّانىّ بمكّة، ومن قاضى القضاة أبى الفتح القشيرىّ بالقاهرة، وغيرهما.
وحدّث بقوص وغيرها، واشتغل بالعلم، [و] كان إنسانا حسنا متديّنا متعبّدا، ممتنعا عن الغيبة وسماعها، وله فى السّماع حال حسن، وكتب الخطّ الجيّد، وكتب كتبا كثيرة فى الحديث والفقه وغير ذلك، ولمّا عدّل بعض الجماعة بقوص فى أيام ابن السّديد، قام فى ذلك وقصد ألّا يقع، وتوجّه إلى مصر، ونظم قصيدة سمعتها منه، أوّلها:
شريعتنا قد انحلّت عراها … فحىّ على البكاء لما عراها
وأقام مدّة بمصر، فتوفّى بها فى سنة ثلاثين أو إحدى وثلاثين وسبعمائة.
حكى لى أنّه استؤجر ليحجّ عن ميّت، وتوجّه إلى عيذاب، فافتكر أمر زوجته، وحصل له قلق، وما بقى يمكن الردّ- لذهاب الفضّة- ليطالب بها، فصار يدعو الله تعالى أن يصونها، فلمّا دخل مكّة، شرّفها الله تعالى، استمرّ على الدّعاء، فوجد فى/ بعض الأيّام ورقة مرميّة فيها:«قد صنتها لك والسلام … !».
(٤٢٢ - محمد بن صادق بن محمد الأرمنتىّ)
محمد بن صادق بن محمد الأرمنتىّ العماد، سمع الحديث من شيخه أبى الحسن علىّ ابن وهب القشيرىّ وغيره، وتفقّه على مذهب الشافعىّ، وأجازه بالفتوى شيخه، وتولّى العقود بقوص، وأمانة الحكم، وكان مشهورا بالخير.