للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان الشّيخ تقىّ الدّين (١) يقول: لولا البهاء بالصّعيد ما تخرّج أهله بسبب الفتوى، وهو آخر الأشياخ المنتفع بعلومهم وبركتهم بذلك الإقليم.

وصحب جماعة من الصّالحين، منهم الشّيخ مفرّج (٢) الدّمامينىّ وغيره، حكت أمّ قاضى أسوان، ابنة القاضى الوجيه السّمربائىّ، وهى امرأة صالحة فقالت: رأيت فى النّوم قائلا يقول لى: قد مات الشافعىّ، فانتبهت وذكرته لبعلى قاضى أسنا، وبعد لحظة طرقوا الباب وقالوا: مات الشّيخ بهاء الدّين، رحمه الله [تعالى].

وفى سنة تسعين توجّه الشّيخ تقىّ الدّين من القاهرة لزيارة الشّيخ بهاء الدّين بأسنا، وقال: ما جئت إلّا لزيارته، رحمهما الله تعالى.

(٥٤٩ - هبة الله بن علىّ بن السّديد الأسنائىّ (*))

هبة الله بن علىّ بن السّديد، الشافعىّ الأسنائىّ، ينعت مجد الدّين، اشتغل بالفقه على الشّيخ بهاء الدّين (٣) المذكور، وكان يطالع تفسير (٤) ابن عطيّة كثيرا، وبنى مدرسة بأسنا ووقف عليها بساتينه، واتّفق أنّه عند انتهاء عمارتها، حضر الشّيخ تقىّ الدّين ابن دقيق العيد إلى أسنا، لزيارة الشّيخ بهاء الدّين القفطىّ، فسأله مجد الدّين/ أن يلقى درسا بها، فألقى الشّيخ تقىّ الدّين [درسا] وكان الشّيخ بهاء الدّين ابن الدّشناوىّ فى خدمة الشّيخ من قوص، فقال لمجد الدّين: إذا فرغ الدّرس قل للشّيخ: يا سيّدى،


(١) هو محمد بن على بن وهب، انظر ترجمته ص ٥٦٧.
(٢) انظر ترجمته ص ٦٤٨.
(*) انظر أيضا: الدرر الكامنة ٤/ ٤٠٢.
(٣) هو صاحب الترجمة السابقة هبة الله بن عبد الله القفطى.
(٤) هو «المحرر الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز» للامام أبى محمد عبد الحق بن أبى بكر بن غالب بن عطية الغرناطى المتوفى سنة ٥٤٦ هـ على خلاف، وقد أثنى عليه أبو حيان وقال: «هو أجل من صنف فى علم التفسير، وأفضل من تعرض للتنقيح فيه والتحرير»؛ انظر: كشف الظنون/ ١٦١٣، وفهرس الدار القديم ١/ ٢٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>