للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خيره وشرّه قال: صدقت، قال: فأخبرنى عن الإحسان، قال: أن تعبد الله كأنّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك، قال: فأخبرنى عن الساعة، قال: ما المسئول عنها بأعلم من السّائل، قال: فأخبرنى عن أمارتها (١)، قال: أن تلد الأمة ربّتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشّاء يتطاولون فى البنيان، قال: ثمّ انطلق، فلبث مليّا ثمّ قال:

يا عمر أتدرى من السّائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنّه جبريل، أتاكم يعلّمكم دينكم» (٢).

وأجاز لى هذا الشّيخ، وسمعت عليه كتاب «صحيح» مسلم بن الحجّاج، وتوفّى ببلده قنا، فى سنة تسع وسبعمائة، رابع عشر ذى القعدة.

(٦٣ - أحمد بن محمد أبو العباس القرطبىّ القنائىّ (*))

أحمد بن محمد، جدّ شيخنا المذكور، أحد الرؤساء الأعيان الأكابر، أرباب المناقب الجمّة والمآثر، وأصحاب علوّ الهمّة، ونفاذ الكلمة، المشهورين بمكارم الأخلاق، المقصودين من الآفاق، عالم فاضل، وأديب كامل، وناظم ناثر، تنطق بفضله ألسنة الأقلام وأفواه المحابر.

سمع الحديث بمكة ومصر وغيرهما، فسمع من زاهر بن رستم الأصبهانىّ، وأبى عبد الله محمد بن إسماعيل بن أبى الصّيف اليمنىّ، ومن أبى محمد يونس بن يحيى بن أبى الحسين الهاشمىّ، ومن القاضى أبى محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله [بن] المحلىّ، وأبى عبد الله محمد بن عبد الله بن البنّا، وأبى القاسم حمزة بن علىّ بن عثمان المخزومىّ؛ ومن


(١) فى النسختين ا و ج: «أماراتها».
(٢) رواه أحمد بن حنبل والبخارى ومسلم وابن ماجه والترمذى والنسائى.
(*) انظر أيضا: نهاية الأرب للنويرى ٨/ ٥١، وطبقات السبكى ٢/ ٢٨٨، وتاريخ ابن الفرات ٧/ ١٢، ومعجم المؤلفين ٢/ ١٤١، والأعلام ١/ ٢١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>