للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(١٨ - إبراهيم بن علىّ البرهان القنائىّ)

إبراهيم بن علىّ القنائىّ، ينعت بالبرهان، اشتغل بالفقه على مذهب [الإمام] الشافعىّ بالقاهرة، وتفقّه وصار ينقل نقلا جيّدا، وجلس بحانوت الشهود (١) لتسطير الشهادة، وكان رفيقنا بجامع (٢) ابن طولون.

وتوفى بالقاهرة بعد العشرين وسبعمائة (٣)، وأظنّه سنة اثنين، وكان يلقّب بإبليس.


(١) الشهود قوم معدلون يجلسون فى حوانيت خاصة للاستعانة بهم فى أداء الشهادة، وذلك من نظم القضاء فى الإسلام، يقول العلامة تاج الدين السبكى:
«الشهود: وبهم قوام غالب المعاش والمبادلات، وقد ذكر الفقهاء ما لهم وعليهم فاستوعبوا، وذمها قوم فقالوا: إن سفيان الثورى قال: الناس عدول إلا العدول، وإن عبد الله بن المبارك قال:
هم السفلة، وأنشدوا:
قوم إذا غضبوا كانت رماحهم … بث الشهادة بين الناس بالزور
هم السلاطين إلا أن حكمهم … على السجلات والأملاك والدور
وقال آخر:
إياك أحقاد الشهود قائما … أحكامهم تجرى على الحكام
قوم إذا خافوا عداوة قادر … سفكوا الدما بأسنة الأقلام
وقال آخر:
احذر حوانيت الشهو … د الأخسرين الأرذلينا
قوم لئام يسرقو … ن ويحلفون ويكذبونا
وكل هذا عندنا غلو وإفراط وتجاوز، ومن سلك منهم ما أمر به، واجتنب ما نهى عنه محمود مأجور، غير أنه قد غلب على أكثرهم التسرع إلى التحمل، وذلك مذموم، وإلى أخذ الأجرة على الأداء، وهو حرام، وقسمة ما يتحصل لهم فى الحانوت، وذلك منهم شركة أبدان، وهى غير جائزة، فعليهم النظر فى ذلك كله، ومراقبة الله سبحانه وتعالى»، انظر: معيد النعم/ ٨٨ وما بعدها.
(٢) بناه أحمد بن طولون فى موضع يعرف بجبل يشكر، وابتدأ ذلك عام ٢٦٣ هـ، وفرغ منه سنة ٢٦٦ هـ؛ انظر فيما يتعلق بهذا الجامع: رحلة ابن جبير/ ٥٢، والانتصار لابن دقماق ٤/ ١٢٢، وصبح الأعشى ٣/ ٣٤٠، وخطط المقريزى ٢/ ٢٦٥، وحسن الحاضرة ٢/ ١٣٨، والخطط الجديدة ٤/ ٤٥، والحاشية رقم ١ من النجوم ٨/ ١٠٦، وانظر أيضا: تاريخ ووصف الجامع الطولونى لمحمود عكوش، وتاريخ المساجد الأثرية لحسن عبد الوهاب ١/ ٣٢.
(٣) فى التيمورية خطأ: «وستمائة».

<<  <  ج: ص:  >  >>