للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يا دير مرّان (١) قد شطّت بنا الدّار … وما تقضّت من الأحباب أوطار

بانوا ففى العين ماء يوم بينهم … وفى الفؤاد المعنّى بعدهم نار

سروا فقلبى أسير فى هوادجهم … فليتهم خفّفوا الأوزار أو زاروا

بى من ظبا الإنس وحشىّ أكابد من … وجدى به لوعة الأشواق (٢) نفّار

يدير كاسين من خمر وريقته … ذا سكرىّ وذا بالرّشف سكّار

يجود عند ازدحام القاصدين فمن … يمناه يمن ومن يسراه أيسار

(١٤٩ - الحسين بن رضوان القنائىّ (*))

الحسين بن رضوان بن هبة الله بن صالح بن محمد بن عبد الله بن الحسين بن الحسن،


(١) دير مران- بضم الميم وتشديد الراء المهملة- دير بنواحى الشام قرب دمشق، على تل فى سفح قاسيون وكان بناؤه بالجص الأبيض، وفرشه بالبلاط الملون، وأشجاره كثيرة، ومياهه غزيرة، وكان ينزل فيه خلفاء بنى أمية، منهم يزيد بن معاوية، والوليد بن عبد الملك، وبه مات كما يقول ابن الأثير ٥/ ٣، كما نزله من خلفاء بنى العباس هارون الرشيد، وكان بصحبته الحسين بن الضحاك الشاعر الخليع فقال:
يا دير مران لا عريت من سكن … قد هجت لى حزنا يا دير مرانا
حث المدام فإن الكأس مترعة … مما يهيج دواعى الشوق أحيانا
وفيه يقول ابن العجمى:
يا سائقا يقطع البيداء معتسفا … بضامر لم يكن فى سيره وانى
إن جزت بالشام شم تلك البروق ولا … تعدل بلغت المنى عن دير مران
واقصد أعالى قلاليه تلاق بها … ما تشتهى النفس من حور وولدان
من كل بيضاء هيفاء القوام إذا … ماست فيا خجلة المران والبان
قال ابن فضل الله العمرى:
«والناس فى اختلاف: أين كان دير مران؟ فمن قائل: إنه كان بمشارق السفح نواحى برزة، والأكثر على أنه كان بمغاربه، وأن مكانه الآن المدرسة المعظمية، وأما الذى كان بمشارق السفح فهو دير السائمة، المسمى دير صليبا»، انظر: معجم ما استعجم/ ٦٠٢، ومعجم البلدان ٢/ ٥٣٣، ومسالك الأبصار ١/ ٣٥٣، وانظر أيضا ما كتبه «لامنس Lammens «فى دائرة المعارف الإسلامية ٩/ ٣٦٣، والديارات النصرانية فى الإسلام لحبيب زيات/ ٢٦ و ٢٨.
(٢) فى س: «لوعة الأسقام».
(*) انظر أيضا: الخطط الجديدة ١٤/ ١٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>