للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اشتغل ببلده، ودخل بغداد فاشتغل بالنّظاميّة (١)، وقدم القاهرة فولّاه قاضى القضاة بدر الدّين السّخاوىّ من غربيّة قمولا إلى أدفو، واستمرّ سنين فى الحكم، واستوطن أسنا، وتوفّى بها فى شهر رمضان سنة سبعين وستّمائة، ورزق أولادا بها (٢).

وابنه عزّ الدّين علىّ تولّى الأحكام، وأعاد (٣) بالمدرسة الغربيّة بأسنا، رحمه الله تعالى.

(٦٦ - أحمد بن محمد الرّوزبىّ الأسوانىّ)

أحمد بن محمد الرّوزبىّ، أبو جعفر الأسوانىّ، الأديب الشاعر، ذكره ابن عرّام (٤) فى سيرة بنى الكنز (٥)، وقال: لم يقرض الشعر فى ريّق عمره وإقباله، وإنّما واتاه بعد اكتهاله، قال: وكان لذيذ المحاضرة، حسن المحاورة، قال: ومن جيّد شعره فى الغزل والنّسيب، ولم يبق لغيره فى الإحسان نصيب، قوله:


(١) مدرسة منسوبة إلى الوزير نظام الملك الطوسى المتوفى مقتولا عام ٤٨٥ هـ، وزير السلطان ملك شاه السلجوقى، وكانت له عناية بالعلم، فبنى كثيرا من المدارس فى بغداد وأصبهان ونيسابور وهرات وغيرها، وكل منها يسمى بالمدرسة النظامية نسبة إليه، وأشهرها نظامية بغداد، وقد تولى بناءها أبو سعيد الصوفى عام ٤٥٧ هـ على شاطئ دجلة، وكتب عليها اسم «نظام الملك» وبنى حولها أسواقا حبسها عليها، وابتاع ضياعا وخانات وحمامات وقفها عليها، وقد كان لهذه المدرسة شأن عظيم فى العالم الإسلامى، وتخرج فيها جماعة من أساطين العلم، ومن أساتذتها أبو إسحاق الشيرازى، وأبو نصر الصباغ، وأبو القاسم الدبوسى، وحجة الإسلام أبو حامد الغزالى، والشاشى، والكيا الهراسى، والسهروردى، وكمال الدين الأنبارى وغيرهم، وكانت تعلم فيها علوم الشريعة الإسلامية الفقهية واللسانية؛ انظر فيما يتعلق بهذه المدرسة والمدارس فى الإسلام، تاريخ التمدن الإسلامى لزيدان ٣/ ٢٠٠ وما كتبه «الفردجيوم Alfred Guillaume» فى «تراث الإسلام.٢٢٩/ ١ The legacy of Islam «
(٢) فى ز: «ورزق أولاد بها» وهو خطأ ظاهر، وفى ب و ج ومعهما ط: «ورزق أولاده بها»، وما أثبتناه رواية نسختنا س، كما هو رواية النسختين اوالتيمورية.
(٣) انظر فيما يتعلق بنظام الإعادة والمعيد الحاشية رقم ٢ ص ٩٣.
(٤) هو على بن أحمد بن عرام، وستأتى ترجمته فى الطالع.
(٥) بطن من ربيعة قدموا مصر حوالى عام ٢٤٠ هـ، وتراث طائفة منهم فى أعالى الصعيد، انظر الحاشية رقم ٢ ص ٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>