للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلنا صدقت فما الذى … أطفاك حتّى صرت فحما (١)

ولمّا توجّه رسولا إلى اليمن (٢)، داعيا للخليفة الحافظ، فى شهر ربيع الأوّل سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، تلقّب بعلم المهتدين، فقال فيه بعض شعراء اليمن، من قصيدة بعث بها إلى صاحب مصر:

بعثت لنا علم المهتدين ولكنّه علم أسود

قلت: وقد وقفت على محضر كتبه باليمن، فيه خطّ جماعة كثيرة، أنّه لم يدّع الخلافة، وأنّه مواظب على الدّعوة للخليفة، رأيت المحضر بأسوان.

وكان من محاسن الزّمان.

(٥٣ - أحمد بن علىّ الأسنائىّ (*))

أحمد بن علىّ بن هبة الله بن السّديد الأسنائىّ، ينعت بالشّمس؛ اشتغل بالفقه- على مذهب الشافعىّ- على الشّيخ بهاء الدّين هبة (٣) الله القفطىّ. وتولّى الخطابة بأسنا، وناب فى الحكم بها، وبأدفو وبقوص، ودرس بقوص، وبنى [بها]


(١) قال ياقوت: اجتمع ليلة عند الصالح بن رزيك جماعة من الفضلاء، فألقى عليهم مسئلة فى اللغة، فلم يجب عنها بالصواب سوى الرشيد، فأعجب به الصالح، فقال الرشيد: «ما سئلت قط عن مسئلة إلا وجدتنى أتوقد فهما»، فقال ابن قادوس هذين البيتين، وكان حاضرا فى المجلس؛ انظر: المعجم ٤/ ٦٠، وانظر أيضا: الخريدة ١/ ٢٢٩، وابن خلكان ١/ ٥٢، وجاء فيه المصراع الأخير للبيت الثانى هكذا:
«أضناك حتى صرت فحما»
و «أضناك» تحريف «أطفاك».
(٢) انظر: طبقات فقهاء اليمن لابن سمرة/ ١٦٧.
(*) انظر أيضا: السلوك ٢/ ١٣، والدرر الكامنة ١/ ٢٢٢، حيث لا تجد ترجمة، وإنما تجد اسم الرجل منقولا عن الطالع ولا شئ غير هذا، مما يشعر- مع قرائن أخرى- أن نسخة الدرر المطبوعة فى حيدرآباد ناقصة، وانظر أيضا: المنهل الصافى ١/ ٣٩٢، والنجوم ٨/ ٢١٦.
(٣) ستاتى ترجمته فى الطالع.

<<  <  ج: ص:  >  >>