للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان حسن العشرة، وفيه حفظ لأصحابه، وكان والدى يصحبه وابن عمّ والدى، وكنت صغيرا فكنت أروح إليه يحسن إلىّ، ولمّا مات والدى، وانصرف هو من البلد وتولّى قنا، وأقمت أنا سنين، ثمّ أقمت بقوص واشتغلت بالعلم، فحضر عندنا الدّرس يوما، فرآنى تكلمت وما عرفنى، فسأل عنّى فقيل له، فقام بعد الدّرس وقصدنى، ووقف معى ساعة وترحّم على والدى وأظهر السّرور بى، وما زال يتفقد أصحابنا ويحسن إليهم مدّة حياته، ورأيت بخطّه صداقا كتبه لبعض أقاربى، وقد عمل فيه خطبة فصيحة ونثرا حسنا، وأنشد أبياتا فى الزّوج، وذكر بعض أقاربنا، منها (١):

أطل نظرا فيه فلست بناظر … نظيرا له كلّا ولست بواجد

وفز من محيّاه بلمحة ناظر … تنل ما ترجّى من سنىّ المقاصد

فكلّ سديد فيهم ومسدّد … وكلّ تقىّ عندهم ثمّ ماجد

إذا ما اغتذى سمعى بذكر صفاتهم … تخامر قلبى سكرة المتواجد

/ وكان يحفظ أدبا كثيرا، وينشد أشياء حسنة ويوردها إيرادا حسنا، فمن أناشيده [قوله]:

أقول له علام تميل تيها … على ضعفى وقدّك مستقيم

فقال تقول عنّى فىّ ميل … فقلت له كذا نقل النّسيم

توفّى يوم الجمعة ثالث عشر شهر رجب، من شهور سنة خمس وسبعمائة بقنا، ودفن بجبّانتها.

(٤٧٦ - محمد بن محمد بن محمد ابن جماعة القرشىّ القوصىّ (*))

محمد بن محمد بن محمد ابن جماعة بن عساكر بن إبراهيم القرشىّ الزّهرىّ، الفقيه أبو بكر


(١) انظر أيضا: الوافى ١/ ٢٨٧.
(*) انظر أيضا: الوافى بالوفيات ١/ ٢٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>