للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(٤٠٠ - محمد بن بشائر القوصىّ الإخميمىّ (*))

محمد بن بشائر القوصىّ، ثمّ الإخميمىّ، اشتغل بالحديث وصنّف فيه، وبنى مكانا للحديث ووقف عليه وقفا، وكان فاضلا أديبا شاعرا، وباشر شاهدا عند بعض الأمراء، ولمّا تغلّب الشّريف ابن ثعلب (١) على الصّعيد الأعلى، ولّاه الوزارة عنه، فلمّا طلع الفارس «أقطاى (٢)» وهرب الشّريف، مسك ابن بشائر ورسم بشنقه، فدخلت أمّه على الوزير، فقال لهم: نحن نطلب منه أموالا ومتى شنق ضاعت، فأخّر وتناساه فسلم.

أنشدنى الأديب العدل أبو عبد الله محمد بن عمر المعروف بابن الأحدب، أنشدنى الكمال ابن بشائر لنفسه:

/ حدّث فقد طاب ما تملى من السير … عنهم وقد صحّ ما تروى من الخبر

وانظم يلح كلّ عقد مثمن بهج … وانثر يفح كلّ زهر طيّب عطر

عن جيرة نزلوا بطحاء كاظمة … حسّا ومعنى سواد القلب والنّظر

بوأتهم مهجتى دارا لحبّهم … فغير ذكرهم فى النّفس لم يدر

وهى طويلة، وقد ذكرته فى «أنس المسافر»، وذكرت شيئا من نظمه.

توفّى بالقاهرة سنة اثنتين وتسعين وستّمائة ظنّا.


(*) انظر أيضا: الوافى بالوفيات ٢/ ٢٤٩، وتاريخ ابن الفرات ٨/ ١٦٣.
(١) فى الوافى: «ابن تغلب».
(٢) هو فارس الدين أقطايا التركى الصالحى، كان من مماليك الملك الصالح، ولما تملك المعز أيبك بالغ أقطايا فى التجبر وإذلال الناس، فقتل بتدبير من المعز وزوجته شجرة الدر فى شعبان سنة ٦٥٢ هـ، انظر: مرآة الزمان ٨/ ٧٩٢، ودول الإسلام ٢/ ١١٩، ومرآة الجنان ٤/ ١٢٨، والسلوك ١/ ٣٨٩، والنجوم ٧/ ٣٠، والشذرات ٥/ ٢٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>