للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأفتى الشيخ محيى الدّين يحيى بن زكير (١) مرّة ببطلان وقف؛ لعدم قبول الموقوف عليه المعيّن، وتوجّه إلى دمامين، فطلب منه الحكم به فامتنع وصمّم وقال: البغوىّ حالف فى ذلك، وما أدخل فى شئ من هذا، وجرى فى هذا كلام.

وربّما عزل وهو على حالة واحدة، وكان قليل الكلام، قليل المخالطة للنّاس، سافر مرّة فى مركب فيها الشيخ تاج الدّين عبد الوهاب بن السّديد، وكان معه جارية، فلمّا وصلوا إلى إخميم، طلبوا المكس (٢) عليها، فقال [الشيخ] تاج الدّين: هذه حرّة، فلمّا وصلوا إلى مصر قال له البرهان (٣): هذه حرّة؟ فقال: ما هى ملكى، هذه (٤) لابنى وما قصدت إلّا دفع المكس، فلم يقبل منه، ومضى إلى قاضى القضاة بدر الدّين بن جماعة وأعلمه، وجرى/ بينهما كلام.

ومضى على جميل وسداد، رحمه الله تعالى، توفّى بقوص سنة خمس عشرة وسبعمائة، فى التاسع والعشرين من شهر شوّال.

(١٧ - إبراهيم بن علىّ النبيه الأقصرىّ)

إبراهيم بن علىّ، ينعت بالنّبية الأقصرىّ، سمع من الشيخ تقىّ الدّين (٥) القشيرىّ فى سنة تسع وخمسين وستّمائة بمدينة قوص.


(١) فى ط: «يحيى بن عبد العظيم بن زكريا» وهذا خلط وتحريف، فهو محيى الدين يحيى بن عبد الرحيم بن زكير القرشى القوصى، وستأتى ترجمته فى الطالع، وجاء فى ا و ز: «محيى الدين بن زكيرة»، وفى ج: «ابن دكير»، وكل ذلك خطأ أيضا؛ انظر: حسن المحاضرة ١/ ١٩٣.
(٢) المكس: هو الضريبة التى تجبى عن البضائع، وقد اعتبرت الجارية بضاعة لأنها تباع وتشترى، وقد احتال الشيخ تاج الدين حتى لا يدفع الضريبة، فادعى أن الجارية حرة، يعنى أنها ليست بضاعة، وفى اللسان: المكس: الجباية ودراهم كانت تؤخذ من بائع السلع فى الأسواق فى الجاهلية؛ انظر: اللسان ٦/ ٢٢٠، وانظر أيضا: خطط المقريزى ٢/ ١٢١.
(٣) هو صاحب الترجمة: إبراهيم بن على.
(٤) فى س: «هى لابنى».
(٥) هو محمد بن على بن وهب، وستأتى ترجمته فى الطالع.

<<  <  ج: ص:  >  >>