للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهو مقيم بمدرسة الملك، يلقى بها درسا، وهو كريم جواد يطعم النّاس، حتّى إنّه يبيع ثوبه وفراشه ويطعم من يرد عليه.

وتجرّد مدّة مع الفقراء، وسافر معهم إلى البلاد، وجرى على طريقتهم فى القول بالشّاهد، وأقام بجامع (١) عمرو بن العاص بمصر مدّة، يشتغل ويشغل.

وهو قوىّ النّفس، حادّ (٢) الخلق، مقدام فى الكلام، وهم أهل بيت (٣) معروفون بالاشتغال بالعلم والصّلاح.

توفّى يوم الخميس ثانى شهر صفر سنة تسع وثلاثين وسبعمائة.

(١٥٢ - الحسين بن محمد بن هبة الله الأسفونىّ (*))

الحسين بن محمد بن هبة الله، الشّرف المعروف بقطينة (٤)، الأسفونىّ، شاعر ماجن خفيف الرّوح، له حكايات مشهورة، وطرائف مأثورة.

وكان بأسفون هو وشخص آخر يسمّى النّبيه (٥) عبد المنعم، شاعرين ماجنين لهما


(١) هو أول مسجد أسس فى مصر الإسلامية، ويسمى بالجامع العتيق، كما يلقب بتاج الجوامع، بنى فى سنة ٢١ هـ، وكان طوله خمسين ذراعا فى عرض ثلاثين، ويقال إنه وقف على إقامة قبلته ثمانون رجلا من الصحابة، منهم الزبير بن العوام، والمقداد بن الأسود، وعبادة بن الصامت وأبو ذر- وغيرهم، ولم يكن له محراب مجوف، كما لم يكن المسجد بالسعة والضخامة والبناء الذى تراه عليه، وأول من زاد فيه مسلمة بن مخلد أمير مصر سنة ٥٣ هـ حينما اشتكى إليه الناس ضيق المسجد، فكتب إلى معاوية، فكتب معاوية إليه يأمره بالزيادة فيه، ثم تتابعت الزيادات، وامتدت إليه يد الإصلاح بالتجديد والبناء فى مختلف العصور الإسلامية، انظر: ابن دقماق الانتصار ٤/ ٥٩، وخطط المقريزى ٢/ ٢٤٦، وحسن المحاضرة ٢/ ١٣٥، والخطط الجديدة ٥/ ٦٠، وتاريخ المساجد الأثرية ١/ ٢٣.
(٢) فى الأصول «حد»، والتصويب عن الدرر الكامنة ٢/ ٦١.
(٣) فى س: «معروف».
(*) انظر أيضا: الخطط الجديدة ٨/ ٥٧.
(٤) بصيغة التصغير، كذا فى جميع نسخ الطالع عدا التيمورية، فقد ورد فيها «قطنبة» بالنون والباء فى كل المواضع وتبعتها فى ذلك ط، كما جاء فى التيمورية أيضا: «الأسوانى» بدلا من «الأسفونى»، وكل ذلك تحريف من الناسخ.
(٥) هو عبد المنعم بن على النبيه الأسفونى، وستأتى ترجمته فى الطالع.

<<  <  ج: ص:  >  >>