للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ما أظنّ أنّى أعود من هذه السّفرة، فغرق فى البحر فى سنة إحدى وسبعمائة، وكان أبوه فقيها معيدا بالمشهد أيضا.

(٣٧٢ - مجلّى بن خليفة الأسنائىّ)

مجلّى بن خليفة الأسنائىّ، المقيم بزرنيخ من ضواحى أسنا، كان من المطوّعة الصّلحاء السّاقطى الدّعوى (١)، من أصحاب الشّيخ مسلّم، قال لى الشّيخ ضياء الدّين منتصر (٢) خطيب أدفو: كان عمّك تقىّ الدّين ما يثبت شيئا من هذه الأحوال التى فيها خرق عادة، فخرجنا مسافرين إلى أسنا، وقلنا نبيت عند الشّيخ مجلّى، فقال عمّك:

إن كان مكاشفا يعمل لنا شيئا للأكل، فقلت أنا- وعمّك يسمع- يا شيخ مجلّى نحن الليلة أضيافك، وسرنا إلى بعد العصر، أو قال قريب العصر، فنزلنا عنده فوجدناه يشكو عينه، فخرج إلينا وعليها خرقة، وفرش لنا شيئا وأحضر طعاما فقلت: يا سيّدى ما هذا الطعام وعينك وجعة؟ فقال: أنتم ما سكتّم قلتم: «نحن أضيافك الليلة»، فتعجب عمّك من ذلك … !

وذكره لى صاحبنا الشّيخ جمال الدّين أحمد (٣) بن هبة الله، بن الشّيخ شرف الدّين بن المكين، رحمه الله تعالى وقال: ومع ما فيه من الصّلاح رأيته وقد أنكر بعض مواليه الولاء، فشدّ على أكتافه بردعة، ومشى به فى الطريق على عادة العرب فى ذلك.

وتوفّى قريبا من سنة تسعين وستّمائة، وحكى لى الخطيب جمال الدّين الحسن


(١) كذا فى س والتيمورية، وفى بقية الأصول «المستجابين الدعوة»، وقد ذكر المؤلف فى ترجمة محمد بن الحسن بن عبد الرحيم القنائى الآتية أنه «كان ساقط الدعوى»، ولعل سقوط الدعوى يعنى عدم الاتهام بشئ لعدالته وتقواه.
(٢) هو منتصر بن الحسن، وستأتى ترجمته فى الطالع.
(٣) انظر ترجمته ص ١٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>