للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحكى لى أقضى القضاة علم الدّين صالح (١) الأسنائىّ أنّه كان بأسنا، وقد دخلها وال من الولاة، فأخذ له طالعا وقال: إنّه يقيم كذا، فكان كما قال ..

وأقام بعيذاب سنين كثيرة، وتزوّج بها بنت (٢) ابن حلى، ولم يتفق له الحجّ، ثمّ رجع إلى أدفو، وأقام بها وحضر سماعا، فشاقه ذكر الحجاز، وحصل له حال، أقام به ليلة ويوما وهو مستغرق ونظم قصيدة لاميّة، سمعتها منه ولم تعلق بذهنى، ثمّ حجّ وزار، ووضع عن كاهله الأوزار، وكان حسن العشرة مقبولا عند الحكّام.

توفّى سنة سبع وعشرين وسبعمائة فى جمادى/ الأولى.

(٩١ - إسماعيل بن عبد القوىّ الحميرىّ الأسنائىّ (*))

إسماعيل بن عبد القوىّ بن الحسن بن حيدرة، الحميرىّ الأسنائىّ، ينعت بالفخر ويعرف بالإمام، اشتغل بالفقه على الشّيخ النّجيب (٣) بن مفلح، ثمّ الشّيخ بهاء الدّين (٤) القفطىّ، وكان إمام المدرسة العزّية بأسنا، وناب فى الحكم بمنشيّة إخميم وطوخ والمراغة، واتّفق له بالمراغة أنّ بعض أولاد الشّيخ أبى القاسم المراغىّ وقع بينه وبين بعض الفقراء، وكان شديد البأس، فطلبه الفقير إلى القاضى، فأعطاه القاضى قلمه، فقال الفقير: ما يحضر بهذا، فتوجّه إليه فحضر، فادّعى عليه الفقير أنّه ضربه ستّين جمجما بهذا الجمجم (٥)، فأخذ القاضى الجمجم وقال للفقير: حرّر دعواك، من


(١) هو صالح بن عبد القوى بن مظفر، وستأتى ترجمته فى الطالع، وورد فى النسخة ج:
صالح الأسوانى».
(٢) فى ا و ز: «بنت جلى» بالجيم المعجمة.
(*) انظر أيضا: الدرر الكامنة ١/ ٣٦٨.
(٣) هو النجيب أبو عمرو عثمان بن مفلح، وستأتى ترجمته فى الطالع.
(٤) هو هبة الله بن عبد الله، وستأتى ترجمته فى الطالع.
(٥) ضرب من المكاييل من الخشب كبير الحجم، وفى شفاء الغليل: الجمجمة: قدح من خشب، ويقول المجد: أو هو للمداس فارسى معرب؛ انظر: القاموس ٤/ ٩٢، وشفاء الغليل/ ٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>