للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(٤٧٥ - محمد بن محمد بن محمد العثمانىّ القنائىّ (*))

محمد بن محمد بن محمد العثمانىّ، زين الدّين أبو حامد بن تقىّ الدّين الشّريشىّ (١) المذكور قبله، القاضى الفقيه الشافعىّ، اشتغل بالفقه على الشّيخ [جلال الدّين] أحمد الدّشناوىّ وأجازه بالفتوى، وسمع الحديث منه، وكان له مشاركة/ فى الأصول والنّحو والأدب، ويكتب خطّا حسنا، وله يد فى الوراقة، وتولّى القضاء بأدفو وأسوان، وتولّى قفط وقنا و «هو» وعيذاب، وكان حسن السّيرة، مرضىّ الطريقة، قائما بالأمر بالمعروف والنّهى عن المنكر، ويعمل فى ذلك ما لا يقدر عليه غيره، وأصوله (٢) بقلب قوىّ.

وكان يقوم اللّيل يصلى ويقرأ قراءة حسنة ضارعة، ولم أر فقيها أكرم منه ولا أقوى جنانا، بلغة مرّة عن جماعة من الجهلة، أنّهم فى مكان يشربون الخمر ويجهرون به، فقام وجمع الشّهود، فخاف الشّهود من ذلك، وراح إلى المكان، وبعد ذلك فزعوا منه وبدّد شملهم.

وكان على الأيتام بأدفو ما يقارب مائة أردب تمر للدّيوان، وكان علىّ منها تسعة أرادب، وما قدر القضاة على إزالتها لا الفروع ولا الأصول، وكانت بلدنا لنائب السّلطان سيف الدّين سلّار، فأخذ تمر الأيتام وجمعه فى منزل وختم عليه، وتوجّه إلى أسوان، ووصل إلى البلد أستادار عزّ الدّين أيدمر الرّشيدىّ، وطلب التّمر فعرّفوه الحال، فبطق (٣) إليه، فجاء كتابه: إنّى ما يحلّ لى أن أسلّم مال الأيتام ورادده، إلى أن سافر الرّشيدىّ، وقال إنّه يصرفه من البلد ويشوّش عليه، ومع ذلك لطف الله واستمرّ وترك أخذ التّمر، وله فى ذلك حكايات كثيرة [رحمه الله].


(*) انظر أيضا: الوافى بالوفيات ١/ ٢٨٧، والدرر الكامنة ٤/ ٢١٥.
(١) فى الأصول: «السريسى»، والتصويب عن الوافى والدرر.
(٢) كذا فى الأصول.
(٣) أى أرسل له بطاقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>