للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شربت حبّكم صرفا على ظمأ … وكنت غرّا بما تأتى به النّوب

لا يمنعنّكم ما قال حاسدنا … عن الدنوّ فأقوال العدا كذب

ونقلت من خطّه أيضا من نظمه قوله:

هل إلى وصل عزّة من سبيل … أو (١) إلى رشف ريقها السلسبيل

غادة جرّدت حسام المنايا … مصلتا من جفون طرف كحيل

قد أصابت مقاتلى بسهام … فوّقتها من جفنها المسبول

أبرزت مبدعا من الحسن يفدى … بنفوس الورى بوجه جميل

وأرت مقلتى غزالا غريرا … إذ رنت فاستعاذ منها عذولى

وهى طويلة.

ووجدت له أيضا «دوبيت» (٢) وهو:

يا غاية منيتى ويا مقصودى … قد صرت من السّقام كالمفقود

إن كان بدت منّى ذنوب سلفت … هبها لكريم عفوك المعهود

اجتمعت به كثيرا بقوص، ثمّ أقام بغرب قمولا فتوفّى بها، فى سنة أربع وعشرين وسبعمائة، فيما أخبرنى به ابنه العدل معين الدّين محمد.

(٤٧٣ - محمد بن محمد بن علىّ القشيرىّ (*))

محمد بن محمد بن علىّ بن وهب بن مطيع القشيرىّ، الكمال ابن الشّيخ تقىّ الدّين،


(١) فى الوافى: «وإلى رشف».
(٢) الدوبيت: نوع من المواليا، قال ابن خلدون:
«كان لعامة بغداد أيضا فن من الشعر يسمونه المواليا، وتحته فنون كثيرة، يسمون منها: القوما، وكان ما كان، ومنه مفرد، ومنه فى بيتين، ويسمونه: دوبيت على الاختلافات المعتبرة عندهم فى كل واحد منها؛ وغالبها مزدوجة من أربعة أغصان، وتبعهم فى ذلك أهل مصر القاهرة، وأتوا فيها بالغرائب، وتبحروا فى أساليب البلاغة بمقتضى لغتهم الحضرية، فجاءوا بالعجائب»؛ انظر:
المقدمة/ ٣١٥.
(*) انظر أيضا: الوافى بالوفيات ١/ ٢٤٧، والدرر الكامنة ٤/ ٢٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>