للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كان يحفظ القرآن ويتلوه كثيرا، وكرّر على «مختصر» مسلم للحافظ المنذرىّ، وربّما قيل إنّه حفظه وسمع الحديث من الحافظ عبد العظيم (١)، ومن النّجيب عبد اللطيف، والعزّ الحرّانيين، وجماعة، وأخبرنى (٢) أنّه كرّر على «الوجيز (٣)»، وجلس بالورّاقين بالقاهرة،/ ودرّس بالمدرسة النّجيبية نيابة، إلّا أنّه خالط أهل السّفه- والخلطة لها تأثير- فخرج عن حدّه، وترك طريقة أبيه وجدّه، ولمّا ولى أبوه القضاء أقامه من السّوق، وألحقه بأهل الفسوق، هكذا أخبرنى جماعة من أهله وغيرهم.

وكان قوىّ النّفس، بلغنى أنّ وكيل بيت المال مجد الدّين عيسى ابن الخشّاب، رسم للشّهود ألّا يكتبوا شيئا يتعلّق ببيت المال إلّا بإذنه، فجاءته ورقة وفيها خطّ الكمال ابن الشّيخ، فطلبه وقال له: أما سمعت ما رسمت به؟ قال: نعم قال: فكيف كتبت؟ قال: جاء مرسوم أقوى من مرسومك وأشدّ، قال: السّلطان رسم؟

قال: لا، قال: فمن [رسم]؟ قال: [جاء] مرسوم الفقراء، أصبحت فقيرا ما أجد شيئا، وجاءتنى ورقة فيها خمسة عشر درهما، فتبسّم وقال: لا تعد.

وحكى لى بعض أصحابنا قال: حضرنا يوما وهو معنا عند الشّيخ عبد الغفّار (٤) ابن نوح، وكان الشّيخ عبد الغفّار كبير الصّورة بقوص، تأتى إليه الولاة والقضاة والأعيان، وكان يمدّ رجله فى بعض الأوقات، ويدّعى احتياجا إلى ذلك، فمدّ رجله ذلك اليوم، فأخذ الكمال مروحة وضربه على رجله وقال: ضمّها بلا قلّة أدب …


(١) هو الحافظ المنذرى؛ انظر الحاشية رقم ٣ ص ٣٠٢.
(٢) فى ب والتيمورية: «وأخبرت».
(٣) نسبة للنجيب بن هبة الله رئيس قوص والمتوفى بها عام ٦٢٢ هـ.
(٤) هو عبد الغفار بن أحمد بن عبد المجيد، انظر ترجمته ص ٣٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>