للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المولد، القوصىّ الدّار والوفاة، كان فقيها شاعرا أديبا، من تلامذة الشّيخ الإمام أبى (١) محمد بن عبد السلام، وتقلّب فى الخدم السّلطانية، وتولّى نظر الدّواوين بمدينة قوص والإسكندرية، ودرّس بالمدرسة الأفرميّة ظاهر قوص.

وكان قليل الكلام، يتكلم معربا، طلبه الأمير علم الدّين سنجر الشّجاعىّ، فلمّا حضر قال له: المال، فقال له: مبتدأ بلا خبر، فقال له: تعال إلى هنا، فقال: أخاف أن تضربنى بهذه العصا التى فى يدك، فتبسّم.

وكان يصدر عنه عجائب يحكيها أصحابنا لا يختلفون فيها، منها ما حكاه شيخنا تاج الدّين أبو الفتح محمد بن الدّشناوىّ (٢)، أنّه كان قد تأخر طلوع النّيل، وحصل للنّاس منه ضرر، قال: فمررت به، فقال: يا شيخ تاج الدّين، رأيت النّيل وقد طلع ووصل إلى المكان الفلانىّ، فقلت له: فى النّوم؟ فقال: فى اليقظة يا فقيه … فما جاء وقت العصر حتى زاد ونودى عليه بالزّيادة ووصل إلى ما قال … !

وأخبر جمال الدّين ابنه عنه، وكان [فقيها] ثقة، وغيره، أنّه قال لزوجته: قومى الحقى أمّك تخاصمت مع زوجها، وخرجت إلى برّا (٣) الشّارع، وعليها قميص صفته كذا وكذا، فكان كما قال … ! وأنّه قال مرّة: أخبرنى هذا الباب أنّ ابن عمّى مات فى هذه الساعة، أرّخوا، فكان كذلك … !

وكان يدّعى أن شخصا من المغاربة كان قد ورد عليهم الفيّوم فأكرموه، ثمّ مرض فخدموه وأقاموا به، فلما حصلت له العافية كتب له أشكالا وأفاده هذا العلم، وكان يقول: هو علم يموت بعدى.


(١) فى ط: «الإمام عبد الله أبى محمد» وفى ز: «الإمام أبى عبد الله محمد»، وهو خطأ؛ فابن عبد السلام هو عبد العزيز وليس عبد الله.
(٢) هو محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، وستأتى ترجمته فى الطالع، وقد سقط هنا قرابة سطرين من النسخة ز.
(٣) كذا فى فى س و ج و د، وهو تعبير تستعمله العامة، وجاء فى ا و ب و ز: «خارج الشارع».

<<  <  ج: ص:  >  >>