للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[القاضى]، أخو نور الدّين [وهو الأكبر]، سمع الحديث من الشّيخ قطب الدّين أبى بكر محمد بن القسطلّانىّ، وكان من الفقهاء الفضلاء الكرماء، اشتغل ببلده على الشّيخ بهاء الدّين هبة الله (١) القفطىّ، ثمّ جرى بينه وبين شمس الدّين أحمد (٢) ابن السّديد ما اقتضى أن ترك أسنا، ورحل إلى القاهرة، وقرأ الأصولين والخلاف والمنطق والجدل على الشّيخ شمس الدّين محمد بن محمود الأصبهانىّ.

واستوطن القاهرة، وواظب الشّيخ شمس الدّين، وأقام عنده سنين ملازما للاشتغال عليه، وكان كريما جوادا محسنا إلى أهل بلاده، وولى الحكم من جهة قاضى القضاة عبد الرّحمن بن عبد الوهّاب، المعروف بابن بنت الأعزّ، ثمّ ولى فى أيام الشّيخ الإمام أبى (٣) الفتح القشيرىّ، وعمل عليه وحصل منه كلام، وجرّه ذلك إلى انتقاله إلى حلب، فتوجّه إليها ناظرا للأوقاف ودرّس بها، وظنّ الشّيعة (٤) بحلب- بكونه من أسنا- أنّه شيعىّ، فصنّف كتابا فى فضل أبى بكر الصدّيق رضى الله عنه، وأخبرنى الفقيه العدل الصدر حاتم الأسنائىّ، أنّ بعض الحلبيين أخبره أنّه أقام بحلب شهرا يستدلّ على إمامة أبى بكر، ونجم الدّين بن ملى (٥) إلى جانبه معيدا، وصنّف كتابا ضخما فى شرح «تهذيب النكت»، وكان فى ذهنه وقفة، إلّا أنّه كان كثير الاشتغال.


(١) هو هبة الله بن عبد الله، وستأتى ترجمته فى الطالع.
(٢) هو أحمد بن على بن هبة الله بن السديد، وقد ترجم له الأدفوى، انظر ص ١٠٢.
(٣) هو محمد بن على بن وهب وستأتى ترجمته فى الطالع.
(٤) انظر فيما يتعلق بالشيعة والتشيع الحاشية رقم ٦ ص ٣٤.
(٥) فى س و ا و ز: «بن مكى» وفى بقية الأصول ومعها ط: «بن بلى» وهذا كله تحريف، فهو نجم الدين أحمد بن محسن- بفتح الحاء المهملة وكسر السين المهملة المشددة- بن ملى- بالميم واللام- الأنصارى البعلبكى الشافعى، ولد ببعلبك فى رمضان سنة ٦١٧ هـ وأخذ النحو عن ابن الحاجب، والفقه عن ابن عبد السلام، وكان فاضلا فى الأصول والفلسفة والطب، دخل بغداد ومصر إلى آخر الصعيد، وحضر فى أسنا على بهاء الدين القفطى، ثم استقر بأسوان مدة عاد بعدها إلى الشام، حيث توفى فى جمادى الأولى- أو الآخرة- سنة ٦٩٩ هـ، انظر: طبقات السبكى ٥/ ١٣، والشذرات ٥/ ٤٤٤، ومعجم الأطباء/ ١١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>