للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتقلّب فى الخدم الدّيوانية بقوص، فكان مشارفا ثمّ صاحب ديوان، ثمّ ناظرا، وبنى بها مدرسة، ثمّ صار ناظرا بمصر، ثمّ ولّاه السّلطان الملك المنصور الوزارة، فأقام مدّة لطيفة [وتوفّى] ويقال إنّ الشّجاعىّ (١) أعطى لغلامه ألف دينار، وأنّه دسّ عليه سمّا فقتله.

وكان يحبّ القرآن والحديث، رأيت بخطّه «ربعة (٢)» بقوص، وكان محبّا فى العلم وأهله، ولمّا كان ناظرا حصل بينه وبين أبى طالب ابن النابلسىّ صورة (٣)، فنظم الكمال محمد بن بشائر القوصىّ (٤) الإخميمىّ بيتين وهما:

أبا طالب ما أنت قرن لحمزة … لأنّكما فى الدّين مختلفان

دعاك النبىّ الهاشمىّ فلم تجب … وحمزة لبّاه بكلّ لسان

/ وكان بينه وبين الشّجاعىّ صورة، فلمّا مات طلب أصحابه ومعارفه بكلّ مكان ونادى عليهم بالمشاعلىّ (٥).

وكان ممّن يصحبه شرف الدّين محمد (٦) النّصيبىّ الأديب، فهرب مدّة ونظم هذه الأبيات وأرسلها للشّجاعىّ، فأذن فى ظهوره وألّا يتعرّض إليه، وأوّلها:

دع عنك عذلى يا عذول فإنّ بى … من فرقة الأحباب ما يكفينى


(١) هو علم الدين سنجر بن عبد الله الشجاعى المنصورى، كان من مماليك السلطان المنصور قلاوون، وترقى حتى ولى الوزارة فى أوائل دولة الناصر، وساءت سيرته وكثر ظلمه، فقتل عام ٦٩٣ هـ.
(٢) الربعة فى الأصل: صندوق أجزاء المصحف؛ انظر: القاموس ٣/ ٢٦، والمقصود بها هنا قطعة من القرآن.
(٣) أى قطيعة من: صار الحاكم الحكم: قطعه؛ انظر: الأساس ٢/ ٣١، والقاموس ٢/ ٧٣.
(٤) فى ا: «الطوسى» وهو تحريف.
(٥) المشاعلى وجمعه: المشاعلية: قال التاج السبكى: «وهم الذين يحملون مشعلا يقد النار بين يدى الأمراء ليلا، وإذا أمر بشنق أحد، أو تسميره أو النداء عليه، تولوا ذلك»؛ انظر: معيد النعم/ ٢٠٤.
(٦) هو محمد بن محمد بن عيسى، وستأتى ترجمته فى الطالع.

<<  <  ج: ص:  >  >>