للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقام عليه شيخنا أثير الدّين، وتحدّث فى ذلك مع قاضى القضاة ابن بنت الأعزّ، فأرسل منعه من ذلك.

ورأيت خطّه على مجلّدات من «تاريخ (١) دمشق» للحافظ أبى القاسم ابن عساكر، وكتب عليه أنّه انتقى منه، ورأيت خطّه على كتب قد حشّاها بحاشية مفيدة، ورأيت بخطّه أيضا «الأذكار (٢)» للنّووىّ، وعليه حواش له حسنة، ولمّا ولى والده القضاء، ناب عنه وسار سيرة حسنة، وكانت أيام أبيه فى حال حياته مضبوطة.

وتوفّى وفيه شبوبيّة فى سنة ستّ وتسعين وستّمائة، ومولده فى شهر ربيع الآخر سنة ثمان وستّين، نقلته من خطّه، وقال: رأيته بخطّ أبى.

وبلغنى أنّ والده وجد عليه، وحصل له ألم/ شديد، وله نظم يسير، روى عنه الفاضل فتح الدّين اليعمرىّ، والمحدّث زين الدّين عمر الدّمشقىّ وغيرهما.


- يقال إنها كانت مائة ألف مجلد، وقد ذهبت كلها؛ يقول المقريزى: «كان أصل ذهابها أن الطلبة التى كانت بها لما وقع الغلاء بمصر فى سنة أربع وتسعين وستمائة، والسلطان يومئذ الملك العادل كتبغا المنصورى- مسهم الضر، فصاروا يبيعون كل مجلد برغيف خبز، حتى ذهب معظم ما كان فيها من الكتب، ثم تداولت أيدى الفقهاء عليها بالعارية فتفرقت»، ثم يقول: «وكانت هذه المدرسة من أعظم مدارس القاهرة وأجلها، وقد تلاشت لخراب ما حولها»؛ انظر: خطط المقريزى ٢/ ٣٦٦، والخطط الجديدة ٦/ ١٢.
(١) انظر: كشف الظنون/ ٢٩٤، وقد اضطلع المجمع العلمى العربى فى دمشق بإخراجه.
(٢) هو «حلية الأبرار وشعار الأخيار فى تلخيص الدعوات والأذكار»؛ انظر: كشف الظنون/ ٦٨٨، ومعجم سركيس/ ١٨٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>