للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

للشّريف: ما تقول لى: أين تطلب بنا؟ فقال: هذا البدوىّ كان أودع ناسا من العرب سخلة (١) فى الحجاز من إحدى عشرة سنة، وهو يطلب وديعته، قال: فقلت له: ضيّعت علىّ دينارين وأتعبتنا، فقال لى: الدينار الواحد معى، والآخر أشترى به هذا الحمار، إن وجدنا شيئا وإلّا رددنا لك رحلك، فسرنا إلى أبيات عرب هناك، فجلسنا بعيدا، وتقدّم الأعرابىّ ونادى: يا أبا فلان، فكلّمه إنسان، فقال [له] من تكون- أو قال: من تريد-؟ فقال: الله تعالى يعلم أنّى كنت أودعت لكم بوادى الصّفراء (٢) فى الحجاز، فى السنة الفلانية سخلة، قال: فجاء الرجل الذى كلّمه ونحّى القرمزيّة عن رأسه- يعنى البدوىّ صاحب السّخلة- ونظر إلى شجّة فى رأسه وقال: والله أنت هو، وأبو فلان مات وأنا أخوه، اقعد حتّى تروح إبلنا، فقعدنا حتّى راحت (٣) عليهم إبلهم، فعزل البدوىّ منها تسع نوق وقال: الله تعالى يعلم أنّ السّخلة ولدت وتوالدت، فالذى كان منها ذكورا بعناه وأبقينا الإناث، وأخرجنا عنك الزّكاة، وأخرج صرّة زرقاء مربوطة بخيط من شعر، فقال: هذا من ثمن الذّكور، ففتحناها فوجدنا فيها إمّا قال: تسعة عشر دينارا، أو قال: اثنين وثلاثين دينارا- غاب عنّى أيّهما، قال: لطول المدّة- فقال الأعرابىّ: أمّا هذا الذّهب فخذوه، ولا حاجة لى به، وتكفينى النّياق، فقلنا: والله ما نأخذ إلّا الدّينارين، فأخذناهما ورجعنا .....

وله قصيدة مدح بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، سمعها عليه النّصيبىّ بقوص، أوّلها:


(١) السخلة- بفتح السين المهملة وإسكان الخاء المعجمة- ولد الشاة؛ القاموس ٣/ ٣٩٥.
(٢) قال البكرى: هى قرية فوق ينبع، كثيرة المزارع والنخل، والصفراء على يوم من جبل رضوى، ومن عيونها عين يقال لها البحيرة، أغزر ما يكون من العيون، ويقول ياقوت: وادى الصفراء من ناحية المدينة، وهو واد كثير النخل والزرع والخير فى طريق الحاج، وسلكه الرسول عليه السلام غير مرة، وبينه وبين بدر مرحلة؛ انظر: معجم ما استعجم/ ٨٣٦، ومعجم البلدان ٣/ ٤١٢، وصحيح الأخبار ٣/ ١٨٦.
(٣) راحت الإبل: عادت وقت العشى إلى مراحها وهو مكان مبيتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>