للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بتّ البارحة وعندى ضعف، وما كان عزمى أن أخرج، لكن جاءتنى عاشوراء وقالت:

اخرج عرّف النّاس مقدارى، فإنّهم ما يعرفون قدرى، فاحتجت أن أخرج، ثمّ (١) تكلّم فى فضل عاشوراء زمانا، وحصل له حال، فقام ودوّر عمامته وقلب قميصه، ومشى إلى عند سراج الدّين وقال:

«يا خرا، برّ أمّك واجب عليك، والذى لله (٢) شئ آخر، يا أصحابنا: قالوا له:

أعط شيئا لله قال: الذى أعطيه لله (٣) أعطيه لأمّى، قم قم» فسحف (٤) سراج الدّين حتّى خرج، فتبعته فقال: يا شيخ محمد: إيش ضرورة الإنسان، يجرم إجرامة كذا، ويجئ يقعد عند واحد كذا، ثمّ وزن ثلاثمائة درهم، ثمّ مشيت معه حتّى فرّقها، وأعطى والدى منها خمسين درهما ....

وحكى لى أيضا قال: عمل سماع فى دار ابن أمين الحكم، وحضر الشّيخ ورؤساء البلد وخلق كثير، وكنت من جملة الحاضرين، فحضر القوّال، وهو مظفّر، وكان يغنّى بالشبّابات والدّفوف وقال أشياء، ثم قال:

من بعد ما صدّ حبيبى ومار (٥) … جا اليوم وزار

أبصرت ما كان أبركو من نهار … جانى حبيبى وبلغت المنى

وزال عن قلبى الشّقا والعنا … ودار كأس الأنس ما بيننا

ياما أحسن الكاسات علينا تدار … فى وسط الدّار

أنا ومحبوبى نهارا جهار

فقام الشّيخ وقال: أى والله أنا ومحبوبى نهار جهار، أى والله، وطاب وخلع جميع


(١) هنا ينتهى الحزم السابق فى النسخة الخطية ز.
(٢) فى ا و ز: «والذى لله خير وأبقى».
(٣) فى س و ز: «للفقراء».
(٤) سحف كزحف: تسلل وخرج، وفى الأصول «فصحف».
(٥) مار: أى تردد؛ انظر: اللسان ٥/ ١٨٦، والقاموس ٢/ ١٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>