للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ودرّس بالمدرسة الفاضليّة (١)، والمدرسة الصالحيّة (٢)، نيابة عن أبيه، ودرّس بالمدرسة الكهاريّة (٣) والسّيفيّة (٤).

وكان عزيز النّفس مترفّعا، حكى لى القاضى سراج الدّين يونس (٥) بن عبد المجيد الأرمنتىّ قال: كنت حاكما بإخميم، عن أبيه الشّيخ تقىّ الدّين، فصحب محبّ (٦) الدّين شخص من أهلها، وطلب كتابا منه إلىّ فى حاجة لذلك الشّخص، فرسم بكتابته، فلمّا كتب قال له ذلك الشّخص: إن أراد سيّدنا أن تقضى حاجتى يكتب له «المملوك»، فلم يوافق، فحلف عليه ذلك الشّخص بالطّلاق لا بدّ أن تكتب، فكتب:

«المملوك لله».

وكان يقال عنه: إنّه يقبل الهديّة فى حال نيابته، ويأخذ (٧) معلوما على السّعى عند أبيه فى الحاجات، فأمّا الهديّة فإذا لم يكن للمهدى خصومة، أو كانت له عادة، فالمشهور عند الشّافعيّة جوازه، بشرط ألّا يزيد على ما كان قبل الولاية، وإن لم يكن عادة، وليس ثمّ خصومة، فالمعروف التّحريم، وفى كلام بعضهم الكراهة، وبالجملة فهى مسئلة خلاف.


(١) انظر الحاشية رقم ٥ ص ٢٧٢.
(٢) انظر الحاشية رقم ٣ ص ١٠٦.
(٣) فى ج: «الجهادية السنية»، وفى البداية ١٤/ ٧٩: «اللهارية»، وفى الخطط الجديدة ١٤/ ١٣٨: «الهكارية» وكل ذلك تحريف، والصواب ما ورد فى الطالع، وهو أيضا الوارد فى طبقات السبكى وسلوك المقريزى ودرر ابن حجر ومحاضرة السيوطى، ويقول المقريزى: «درب الكهارية: هذا الدرب فيه المدرسة الكهارية، بجوار حارة الجودرية، المسلوك إليه من القماحين، ويتوصل منه إلى المدرسة الشريفية»؛ انظر: الخطط ٢/ ٤١.
(٤) نسبة إلى سيف الإسلام ظهير الدين المعز طغتكين ابن نجم الدين أيوب بن شادى بن مروان الأيوبى المتوفى فى شوال سنة ٥٩٣ هـ، وتقع هذه المدرسة كما يقول المقريزى بالقاهرة، فيما بين خط البندقانيين وخط الملحيين، ولم يزد على مبارك فى خططه شيئا عما أورده المقريزى، ولم يذكر لنا شيئا عن مصير هذه المدرسة، أو عن مكانها اليوم؛ انظر: خطط المقريزى ٢/ ٣٦٨، والخطط الجديدة ٦/ ٨.
(٥) ستأتى ترجمته فى الطالع، وهنا ينتهى الخرم السابق فى النسخة ز.
(٦) هو صاحب الترجمة فى الأصل.
(٧) فى ا و ب و ج: «ولا يأخذ معلوما».

<<  <  ج: ص:  >  >>