للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إنّا إلى الله ممّا نابهم فلقد … غطّى على السّمع لمّا ناب والبصر

يا أهل ودّى ما فى العيش بعدكم … حصول حالات لذّات لمنتظر

يا أهل ودّى لقد عوّضت بعدكم … عن لذّة النّوم فيكم مؤلم السّهر

لهفى على جيرة أودى الزّمان بهم … فليس عن فعله فيهم بمعتذر

[لهفى عليهم إذا مرّ ادّكارهم … وخصّنا بشذى من عرفه العطر

لهفى عليهم إذا ضوء الصباح دنا … وجاءنا بتباشير من السّحر]

لهفى عليهم إذا غنّت مطوّقة … على الغصون فألهتنا عن الوتر

قد هان كلّ عزيز بعد فقدهم … فلست أشفق من دمعى على بصرى

مضوا وخلّفت فى قوم طويتهم … على ملالهم (١) فى الورد والصّدر

أنا ابن بجدتها فى كنه حالهم … فاسأل جهينة كى يأتيك بالخبر

حلبت يا صاح درّ الدّهر أشطره … قدما فأدركت طعم الشّهد والصّبر

فهم سواسية فيما (٢) علمت كأس … نان الحمار فكن منهم على حذر

المرء فيهم بثوبيه يفضل لا … بأصغريه لسوء الرّأى والنّظر

وقيمة الرّجل المرموق ما ملكت … يداه لا ما حوى بالعقل (٣) والفكر

وذنب مثلى إليهم فى الورى عدمى … ومثل ذنبى إليهم غير مغتفر

وقد صبرت على مكروه فعلهم … دون البريّة حتّى لات مصطبر

وهى قصيدة طويلة جيّدة الشّعر.

وأنشدنى أيضا من شعره قصيدة أوّلها:

من بنى الدّهر عصبة كالحمير … فدع الشّعر والقهم بالشّعير

لا تخاطبهم جهارا إذا ما … رمت أن يفهموا بغير الصّفير


(١) فى ا: «ملامهم».
(٢) فى س: «كما».
(٣) فى س: «بالفضل».

<<  <  ج: ص:  >  >>