للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال له: من بالخانقاه يزار؟ فقال له الشّيخ حسن: الشّيخ صدر الدّين، فتوجّه إليه صحبة الشّيخ حسن، فلمّا رآهم أغلق الباب، فطلعا إليه فلم يفتح لهما، فكلّمه الشّيخ حسن فى ذلك وقال: أنا الذى أحضرته، وحلف لا بدّ أن يفتح له ففتح، فدخل وجلس (١) قدّامه ساعة وهو ساكت، فقال له: يا سيّدى ادع لى، فقال: الدّنيا حصلت لك، والآخرة ما تجئ بدعائى، تظلم النّاس وتفعل كذا، قم عنّى، فخرج وقال: والله ما خفت من أحد غير هذا، والله ما بقيت أعود إليه.

وكتب إليه خاله الشّيخ أبو عبد الله (٢)، لمّا توفّى خاله وخالته، كتابا يعاتبه، فكتب جوابه:

«ورد كتاب الحبيب الغالى، فقرأته (٣) وفهمت ما أملى لى، وصار فؤادى عريّا من السّرور وخالى، لما تضمّنه من عتب سيّدى وخالى، لكنّى استبشرت بكونى ممّن يحسب، ومن جملة من إذا أساء يعتب … »

وفيه نظم وأدب.

ولمّا بلغت/ الشّيخ أبا عبد الله وفاته قال: فى صدرى سكن، وكان أبوه صوفيّا صحب السّهروردىّ ولبس منه خرقة التصوّف، وأقام بقوص إلى أن توفّى بها.

وتوفّى صدر الدّين بالخانقاه بالقاهرة، ليلة الجمعة سادس جمادى الأولى سنة ستّ وثمانين وستّمائة.


(١) الضمير للشجاعى.
(٢) هو محمد بن يحيى ابن أبى بكر أبو عبد الله الأسوانى السابق ذكره.
(٣) فى س: «فقبلته».

<<  <  ج: ص:  >  >>