للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جمعت السّرور لسرّى به … فأضحى به العيش لى أخضرا

حدوت به العيس نحو الحمى … فقصّرت بالمدح طول السّرى

خليلى مناى وقوفى به … ترى أبلغ القصد منه ترى

دعانى هواه فلبّيته … فها أنا أجذب جذب البرى (١)

ذعرت بما قد مضى من جوى … وقد رجعت حالتى القهقرى

رعى الله من غاب عن ناظرى … وما زال قلبى له مبصرا

زهدت سوى فى اشتغالى به … على أنّه باشتغالى درى

سل الليل هل غفلت مقلتى … يحدّثك صدقا بما قد جرى

شغلت بوجدى عن العالمين … فلست سوى فى الهوى مفكرا

صف الحال عنهم نسيم الصّبا … لأهل قبا وانثنى مخبرا

ضمنت لك الفوز إن جئتهم … وبلّغت عنى الشّذا الأعطرا (٢)

طردت همومى بمدح الذى … بدا وجهه بالهدى مسفرا

ظفرت بمدحى هذا الرسول … ونلت به حظّى الأوفرا

علىّ الجناب فصيح الخطاب … فسيح الرّحاب عظيم القرا

غياث الوجود وكهف الوفود … أفاضت لنا كفّه أبحرا

فحدّث وأطنب وقل ما تريد … فقد وسع الصّدر جوف الفرا

قل الحقّ هل رأت العين فى … جميع الورى مثله أو ترى

كتبت بدمعى على وجنتى … من الشّوق للمصطفى أسطرا


(١) فى اللسان: «البراية- بضم الباء- القوة، ودابة ذات براية، أى ذات قوة على السير»، وفيه أيضا: «البرة- بضم الباء- حلقة فى أنف البعير، وجمعها برى بضم الباء أيضا»، فيكون المعنى:
إنّي أسير إليه سير المجد المشوق كالجمال ذوات البرى؛ انظر: اللسان ١٤/ ٧٠.
(٢) كذا فى س و ا، وجاء فى بقية النسخ: «الأخضرا»، وهو تحريف؛ فالشذا لا يوصف بالخضرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>