للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القشيرىّ بنت شرف الدّين ابن الأصيل الكارمىّ، كتب شيخنا تاج الدّين الصّداق، وأطنب فى المدح والوصف، ولمّا قرئ قال ابن الأصيل: «هذا فشار»، فبلغ ذلك شيخنا تاج، الدّين فنظم:

جلبت أذى بتصنيفى صداقا … إلى نفسى فليس لى اعتذار

ونادمت الأسى ندما على ما … نظمت فمغنمى فيه خسار

وخلت ابن الأصيل به يكافى … ولكن بالذى منه الحذار

وزيّن بنته منه شذور … بأحسن ما يزيّنها السّوار

/ وطاف عليه من نفسى بخور … فظنّ بأنّه منّى بخار

عقدت سكنجبيل علا ومجد … فما استحلى مذاقته الحمار

وعطّرت المجالس من ثنائى … فقال بجهله هذا فشار

فبلغ ذلك شرف الدّين أبا بكر النّصيبينىّ (١) الأديب، فكتب إليه (٢):

أسأت إلى الحمار بغير ذنب … لعمرى أين حلمك والوقار

تشبهه بأغلظ منه طبعا … وعيشك ما بذا يرضى الحمار

نسبت إليه معنى ليس فيه … وغاظك قوله هذا فشار

وكان لشيخنا تاج الدّين يد جيّدة فى نظم الألغاز والأحاجى وحلّها، وورد إلى قوص شابّ ينعت بعلاء الدّين الدّمشقىّ، وكان فيه فضيلة وله ذهن جيّد، فأنشدنى الفقيه العدل كمال الدّين هذا اللغز، الذى كتبه للدّمشقىّ فى نملة، وهو قوله:

يا من إذا قاصد أمّ له … تمّ له منه الذى أمّله

ومن حوى الفضلين فضل النّدى … وفضل علم للهدى حصّله


(١) هو محمد بن محمد بن عيسى، وستأتى ترجمته فى الطالع.
(٢) سقط ذلك من ز.

<<  <  ج: ص:  >  >>