ويحدثنا الرواة أن هذا الداعية الخطر سعيد بن الحسين هو الذى زعم أنه المهدى المنتظر أبو محمد عبيد الله، من ولد جعفر الصادق، ولم ينكر عليه الداعية أبو عبد الله الشيعى هذا الزعم، بل عمل على تأكيده وأخذ البيعة له، فبايعه على دعوته بربر قبيلة كتامة، ثم تتابع المغاربة على المبايعة، فاستطاع أبو عبيد الله المهدى أن ينتزع ملك الأغالبة، وأن يحقق أحلام العلويين بقيام دولة بنى عبيد الفاطمية فى شمال إفريقية فى أواخر القرن الثالث الهجرى ٢٩٦ هـ، ثم انتزع خليفتهم المعز لدين الله مصر من أيدى الإخشيديين، بوساطة قائده جوهر الصقلى عام ٣٥٨ هـ، وعملوا على نشر المذهب الشيعى الإسماعيلى الباطنى بين ربوعها، وأنشئوا «الأزهر» ليكون منبرا رسميا لدعوتهم؛ انظر كتابنا: المهدية فى الإسلام/ ١٣٧. والتشيع- قديما- هو الانتصار لعلى بن أبى طالب ولحقه فى الخلافة، فشيعة على أو أنصار على هم أولئك الذين التفوا حوله، وامتنعوا عن مبايعة أبى بكر، ساخطين على مؤتمر السقيفة الذى أهدر حقوق بنى هاشم، وتناسى قرابتهم للرسول صاحب الأمر … فخط بذلك أول سطر فى ظلم «آل البيت» الذى عجت به صحائفهم الحمر الدامية من مختلف الحاكمين، ثم تطور «التشيع» بعد ذلك، فصار عقيدة دينية لها أصول وفروع، وتطور أيضا لفظ «الشيعة» فأصبح فرقة ذات عقائد وكيان ومذهب فقهى خاص، تلقته عن الأئمة المعصومين من أولاد على، الذين تدين لهم بالخضوع والولاء؛ انظر كتابنا: «المهدية فى الإسلام» فى كل ما يتعلق بهذه المباحث. (١) هو منتصر بن الحسن، وستأتى ترجمته فى الطالع. (٢) انظر أيضا: الانتصار لابن دقماق ٥/ ٢٩، وقد ورد هناك: «وأهلها معروفون بالفقه»، وهو تحريف. (٣) ستأتى ترجمته فى الطالع.