للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعوجوا على وادى المحصّب (١) من منى … ففيه المنى والسؤل والغاية القصوى

وقولوا: ابن يحيى عوّقته ذنوبه … وأحشاؤه ممّا تجنّ لكم تكوى

شقاوته قد أبعدته وحاله … لعمرى فى العصيان يغنى عن الشّكوى

تحمّل من ثقل الغرام وكلّه (٢) … على ما به ما ليس يحمله رضوى

سأسعى على رأسى لرؤية قبره … وإن لم أطق مشيا سعيت ولو حبوا

شواهد حبّى فيه أضحت صحيحة … وبيّنتى فى الحب لا تقبل الرّشوى

نبىّ كريم أجمل الخلق صورة … وأكملهم خلقا وأعظمهم مثوى

وأسمحهم كفّا وأنداهم يدا … وأكثرهم حلما وأعظمهم عفوا

وهى طويلة.

وكان مشغوفا بحبّ الشباب، مشهورا به بين الأتراب، حتّى قيل إنّه أعطى بعضهم جملة من المال، وكبر فما حال عنه ولا مال، لكنّه فى آخر/ عمره أعرض عن ذلك، وسلك ما يليق به من المسالك، وبنى بأرمنت مدرسة ودرّس بها مع ضعف حاله.

وتوفّى بأرمنت فى سنة إحدى عشرة وسبعمائة، رحمه الله تعالى.


(١) المحصب: بالبناء للمفعول، موضع بين مكة ومنى، وهو إلى منى أقرب، والمحصب أيضا:
موضع رمى الجمار بمنى؛ قال عمر بن أبى ربيعة:
نظرت إليها بالمحصب من منى … ولى نظر لولا التحرج عارم
فقلت أشمس أم مصابيح بيعة … بدت لك تحت السجف أم أنت حالم
انظر: معجم ما استعجم/ ١١٩٢، ومعجم البلدان ٥/ ٦٢، والمشترك وضعا/ ٣٨٥، وتقويم البلدان/ ٨٠، وصحيح الأخبار ١/ ٣٤.
(٢) الكل- بفتح الكاف- الثقل؛ القاموس ٤/ ٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>