للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ألا ليت شعرى هل إلى الوصل عودة … وهل بعد هذا البعد يوما ملتقى

أأحبابنا عهد الوداد مجدّد … وأمّا سلوى يوم بنتم فأخلقا

سلوى محال عنكم وتصبّرى … وحبّى لكم ما زال أمرا محقّقا

يمثّلكم بالفكر سرّى لناظرى … فأذهل حتّى أحسب البين ملتقى

وكم بتّ والعين القريحة فيكم … أبى الدّمع منها أن يكون له رقا

وها مهجتى ذابت وقلبى تقطّعت … نياط قواه حسرة وتشوّقا

أيا سائق الأظعان إن جزت بالحمى … فعرّج على جيراننا بربى النّقا

وإن سألوا عنّى فقف متفضّلا … وقل قد قضى وجدا بكم لكم البقا

وأنشد [نى] لنفسه، وقد أهدى له شخص بطيخة، فنظم هذين البيتين:

أهدى لنا من نحبّه كرما … بطيخة جلّ قدر باريها

كأنّ من سكّر حلاوتها … أو عسل أو رضاب مهديها

وله فى شخص يسمّى «ابن نهار»، وأنشدنى ذلك:

بدر تمّ تخال فى وجنتيه … من حياء ماء محيطا بنار

بعذار كالآس حول رياض … نمقّت بالشّقيق والجلّنار

مذ رآه الأنام ظنّوه شمسا … حين وافى ضحى بغير استتار

فتأمّلته وقلت لصحبى … هو بدر لكنّه ابن نهار

/ وله قدرة على الارتجال، ورد عليه شخص مغربىّ، كنيته أبو العبّاس، وكان لطيفا ظريفا، حسن الأخلاق وفيه فضيلة، فحصل له يوما حال، فقال:

قد هبّ من ذاك الحمى نسيمه.

فقال بدر الدّين: رنّحها بوجدها قدومه.

فقال أبو العبّاس: فخلّها ترفل فى أذيالها.

<<  <  ج: ص:  >  >>