ألا ليت شعرى هل إلى الوصل عودة … وهل بعد هذا البعد يوما ملتقى
أأحبابنا عهد الوداد مجدّد … وأمّا سلوى يوم بنتم فأخلقا
سلوى محال عنكم وتصبّرى … وحبّى لكم ما زال أمرا محقّقا
يمثّلكم بالفكر سرّى لناظرى … فأذهل حتّى أحسب البين ملتقى
وكم بتّ والعين القريحة فيكم … أبى الدّمع منها أن يكون له رقا
وها مهجتى ذابت وقلبى تقطّعت … نياط قواه حسرة وتشوّقا
أيا سائق الأظعان إن جزت بالحمى … فعرّج على جيراننا بربى النّقا
وإن سألوا عنّى فقف متفضّلا … وقل قد قضى وجدا بكم لكم البقا
وأنشد [نى] لنفسه، وقد أهدى له شخص بطيخة، فنظم هذين البيتين:
أهدى لنا من نحبّه كرما … بطيخة جلّ قدر باريها
كأنّ من سكّر حلاوتها … أو عسل أو رضاب مهديها
وله فى شخص يسمّى «ابن نهار»، وأنشدنى ذلك:
بدر تمّ تخال فى وجنتيه … من حياء ماء محيطا بنار
بعذار كالآس حول رياض … نمقّت بالشّقيق والجلّنار
مذ رآه الأنام ظنّوه شمسا … حين وافى ضحى بغير استتار
فتأمّلته وقلت لصحبى … هو بدر لكنّه ابن نهار
/ وله قدرة على الارتجال، ورد عليه شخص مغربىّ، كنيته أبو العبّاس، وكان لطيفا ظريفا، حسن الأخلاق وفيه فضيلة، فحصل له يوما حال، فقال:
قد هبّ من ذاك الحمى نسيمه.
فقال بدر الدّين: رنّحها بوجدها قدومه.
فقال أبو العبّاس: فخلّها ترفل فى أذيالها.