للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحكى [لى] الشّيخ زين الدّين عمر الدّمشقىّ المعروف بابن الكتّانىّ، رحمه الله [تعالى]، قال: دخلت عليه بكرة يوم، فناولنى مجلدة وقال: هذه طالعتها فى هذه الليلة التى مضت.

وكان له قدرة على المطالعة، رأيت خزانة المدرسة النّجيبيّة (١) بقوص، فيها جملة كتب، من جملتها: «عيون الأدلّة (٢)» لابن القصّار،/ فى نحو من ثلاثين مجلّدة وعليها علامات له، وكذلك رأيت كتب المدرسة السّابقيّة، رأيت على «السّنن (٣)» الكبير للبيهقىّ فيها، فى كلّ مجلّدة علامة، وفيها تاريخ (٤) الخطيب كذلك، و «معجم (٥)» الطّبرانىّ الكبير، و «البسيط (٦)» للواحدىّ وغير ذلك.

وأخبرنى شيخنا الفقيه سراج الدّين الدّندرىّ (٧) أنّه لمّا ظهر «الشرح (٨) الكبير» للرّافعىّ، اشتراه بألف درهم، وصار يصلّى الفرائض فقط، واشتغل بالمطالعة، إلى أن أنهاه مطالعة، وذكر عنده هو والغزالىّ فى الفقه، فقال: الرّافعىّ فى السّماء، ويقال إنّه طالع كتب «الفاضليّة (٩)» عن آخرها وقال: ما خرجت من باب من أبواب الفقه واحتجت أن أعود إليه.


(١) نسبة إلى النجيب بن هبة الله رئيس قوص والمتوفى بها عام ٦٢٢ هـ.
(٢) هو «عيون الأدلة وإيضاح الملة» فى الخلافيات لابن القصار أبى الحسين على بن أحمد الفقيه المالكى المتوفى سنة ٣٩٧ هـ؛ انظر: إيضاح المكنون ٢/ ١٣٣، وهدية العارفين ١/ ٦٨٤.
(٣) «السنن الكبير» أو «السنن الكبرى» أو «السنن والآثار» لأبى بكر أحمد بن الحسين بن على البيهقى المتوفى سنة ٤٥٨ هـ؛ انظر: كشف الظنون/ ١٠٠٧، وفهرس الدار القديم ١/ ٣٥٢.
(٤) تاريخ بغداد للامام الحافظ أبى بكر أحمد بن على الخطيب البغدادى المتوفى سنة ٤٦٣ هـ؛ انظر: كشف الظنون/ ٢٨٨، وفهرس الدار القديم ٥/ ٢٦، والجديد ٥/ ١٠٩، واكتفاء القنوع/ ٩٢، وقد طبع فى القاهرة فى أربعة عشر مجلدا عام ١٩٣١ م.
(٥) المعجم الكبير فى الحديث للامام أبى القاسم سليمان بن أحمد الطبرانى الحافظ المتوفى سنة ٣٦٠ هـ؛ انظر: كشف الظنون/ ١٧٣٧.
(٦) انظر الحاشية رقم ٥ ص ٥٤٨.
(٧) هو محمد بن عثمان بن عبد الله، انظر ترجمته ص ٥٤٧.
(٨) هو «فتح العزيز على كتاب الوجيز» للامام أبى القاسم عبد الكريم بن محمد القزوينى الرافعى الشافعى المتوفى سنة ٦٢٣ هـ، شرح به كتاب «الوجيز» فى فروع الشافعية للغزالى، وللرافعى شرح آخر أصغر منه؛ انظر: كشف الظنون/ ٢٠٠٢، وفهرس الدار القديم ٣/ ٢٥١.
(٩) هى المدرسة الفاضلية، انظر الحاشية رقم ٥ ص ٢٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>