للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جلال الدّين [الدّشناوىّ] وتردّد إليهما، قال: فقال لى كلّ منهما كلاما انتفعت به، فأمّا الشّيخ تقىّ الدّين فقال لى: أنت رجل فاضل، والسّعيد من تموت سيئاته بموته، لا تهج أحدا، فما هجوت أحدا، وأما الشّيخ جلال الدّين فقال لى: أنت رجل فاضل ومن أهل الحديث، ومع ذلك أشاهد عليك شيئا، ما هو بعيد أن يكون فى عقيدتك شئ، وكنت متشيّعا، فتبت من ذلك.

وكان ظريفا، حكى لى أنّه حضر يوما عند الشّيخ تقىّ الدّين، وقد جاء إليه من أرمنت مروحتان فى غاية الحسن، فقال: اشتهيت أن آخذ منهما واحدة، فرأيت وزغة (١) فى الحائط، فأخذت واحدة منهما، وقفزت وضربت الحائط، ورميت بها، فقال الشّيخ: ضربت الوزغة بأيّهما؟ فقلت: جهلت الحال، فقال: خذهما، فأخذتهما …

وحضر (٢) [مرّة] عند عزّ الدّين [ابن] البصراوىّ الحاجب بقوص، وكان له مجلس يجتمع فيه الرؤساء والفضلاء والخطباء، فحضر الشّيخ علىّ الحريرىّ وحكى أنّه رأى درّة (٣) تقرأ سورة «يس»، فقال النّصيبينىّ: وكان غراب يقرأ سورة


(١) الوزغة- بالتحريك- هى الدويبة التى يقال لها سام أبرص، أو هى صغارها، وجمعها «وزغ» بالتحريك أيضا وأوزاغ، وفى الحديث أنه عليه السلام أمر بقتل الوزغ، ومنه حديث أم شريك أنها استأمرت النبى صلّى الله عليه وسلم فى قتل الوزغان، فامرها بذلك، وتعرف الوزغة فى مصر بالبرص، وفى الشام بأبى بريص، انظر: الحيوان للجاحظ فى مواضع متفرقة وراجع فهرس الكتاب ٧/ ٣٦١، وانظر أيضا: عجائب المخلوقات/ ٢٦٧، والنهاية ٤/ ٢٠٨، واللسان ٨/ ٤٥٩، وحياة الحيوان ٢/ ٤٦١، ومعجم الحيوان لأمين المعلوف/ ١١٣.
(٢) روى الدميرى عن الأدفوى هذه القصة، انظر: حياة الحيوان.
(٣) الدرة- بضم الدال المهملة المشددة- هى الببغاء، ولم ترد فى معاجم اللغة بهذا المعنى، ويرجح الأستاذ أمين المعلوف أن الكلمة حبشية الأصل، مع أنها وردت فى حيوان الجاحظ، وذكرها الدميرى أيضا، ويقول الأستاذ المعلوف:
«ويظهر أن العرب الذين اتصلوا بالهند عن طريق البحر الفارسى استعملوا لفظة الببغاء، والذين انصلوا بالصومال وبلاد الحبشة استعملوا لفظة الدرة، ولكن البعض يفرقون بين الدرة والببغاء، فيطلقون الأولى على الصغير من هذا الطائر، والثانية على ما عظم حجمه» انظر: الحيوان للجاحظ ١/ ٢١٠، و ٥/ ١٥١، والدميرى ١/ ٣٩٥، ومعجم الحيوان/ ١٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>