للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشّرع وكان الحاكم بها ابن المطوّع، وكان عاقلا فيه سياسة، فأحضره- والعوامّ تعتقده- فقال: يا شيخ أبا عبد الله أما نتوب كلّنا إلى الله تعالى؟ فقال: نعم، فقال:

نقول كلّنا: اللهمّ إنّا نتوب إليك، فقال ذلك وتركه، وكتب إلى قاضى القضاة أنّه أحضره وتاب، وذكر حاله وقيام العوامّ معه وما ينقل عنه من خير، وحمل مقالته من يعتقد فيه، على أنّ الرحمة غلبت عليه، والله بكلّ شئ عليم.

وقال لنا شيخنا أثير الدّين أبو حيّان محمد بن يوسف الأندلسىّ: سمعت الشّيخ تقىّ الدّين [القشيرىّ] يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن يحيى الهرغىّ يقول: سمعت أبا زيد التّكرورىّ يقول: سمعت الشّيخ أبا مدين (١) يقول: «كفى بالحدوث نقصا فى جميع الخليقة، ومن كان معلولا لا يدرك الحقيقة»، وروى ذلك عن الشّيخ تقىّ الدّين الشيخ عبد الكريم بن عبد النّور أيضا، وذكره فى تاريخه، وقال: أنبأنا أبو عبد الله ابن النّعمان، أنشدنى محمد بن يحيى الأسوانىّ لنفسه «دوبيت» (٢):

من يوم ألست كان فيهم ما كان … وصلّى بهم من قبل أين ومكان

/ لا صدّ ولا هجران أخشاه … ولا ما يحدثه يا صاحبى صرف زمان

وقال الشّيخ عبد الكريم، وأنبأنا شيخنا قطب الدّين ابن القسطلّانىّ، وأجاز لى أيضا غير واحد عنه، أنشدنا الشّيخ العارف محمد بن يحيى الأسوانىّ لنفسه [قوله]:

يا ليالينا بذى سلم … ومنى والخيف والعلم (٣)

هل ترى من عودة وعسى … أقض حقّ العهد والذّمم


(١) هو العارف الكبير شيخ أهل المغرب شعيب بن الحسين- وقيل الحسن- الصوفى البجائى الأندلسى المتوفى بتلمسان عام ٥٩٤ هـ على خلاف.
(٢) انظر الحاشية رقم ٢ ص ٦٢٣.
(٣) العلم- بالتحريك- الجبل، وبنجد جبلان يقال لكل منهما علم؛ انظر: معجم البلدان ٤/ ١٤٧، واللسان ١٢/ ٤٢٠، وصحيح الأخبار ٤/ ٢٣٨، وفيما يتعلق بذى سلم انظر الحاشية رقم ٥ ص ٤٩، وانظر فيما يتعلق بالخيف الحاشية رقم ١ ص ٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>