للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن العلماء والصّلحاء، وتراجم النّاس وأنسابهم، وكان من أحسن النّاس خطابة، يشجى سامعه بفصاحة وحسن إيراد وخشوع.

قرأت عليه جزءا من كتاب «الشّفا» (١)، أنشدنى الشّيخ الخطيب منتصر المذكور، قال: أنشدنى الشّيخ أبو عبد الله ابن النّعمان، أظنّه قال لنفسه:

إنّ النّواصب فى علىّ أفرطوا … إذ أبغضوه كما الرّوافض فرّطوا

جرحوا الصحابة عامدين فكلّهم … أهل الجهالة مفرط ومفرّط

فالفوز عند الله حبّ جميعهم … وولاؤهم هذا الطريق الأوسط

وكان صحيح العقيدة، سالما من البدع، وكان حسن الخلق، يزور المرضى، ويشيّع الجنائز، ويشهد مقدم الغائب، ويودّع المسافر، مثابرا على ذلك إلى أن كبر وهرم وضعف عن الحركة، وهو يكلّف نفسه ذلك، ولا يخصّ الأغنياء والرؤساء بل يعمّ، وكان جمله (٢) جميلة، وأخبرونى أنّه ما زال يقرأ ويذكر إلى أن توفّى.

ومولده بأدفو، سنة تسع وأربعين وستّمائة، وتوفّى بها يوم الأربعاء، ثامن عشر ربيع الآخر، سنة أربع وثلاثين وسبعمائة.

حكى لى مرّة أنّه رأى فى المنام، وهو بمكان الشّيخ أبى السّعود فى القرافة، أنّ شخصا قال له: «لو بعث إسحاق النّبىّ لاقتدى بهذا الولىّ»، قال: فقلت له: تكذب، ليس تصل رتبة الولىّ إلى مرتبة النبىّ، قال: ثمّ قصصت ذلك على الشّيخ عمر السّعودىّ فقال: هذه فائدة التّمسّك بالشّرع.

رحمه الله تعالى.


(١) هو: «الشفا فى تعريف- أو بتعريف- حقوق المصطفى» للامام الحافظ أبى الفضل عياض ابن موسى اليحصبى القاضى المتوفى سنة ٥٤٤ هـ، انظر: كشف الظنون/ ١٠٥٢، وفهرس الدار القديم ١/ ٣٦٣، واكتفاء القنوع/ ١٣٠، ومعجم سركيس/ ١٣٩٧.
(٢) كذا فى الأصول.

<<  <  ج: ص:  >  >>