للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحكم بجهات عديدة منها: دشنا، [وفاو]، وأدفو، وأسنا، وأسوان، وقمولا ومامعها من القرى ونقّاده، وناب بقوص قريبا من ثلاثين سنة، وأهلها/ راضون عنه شاكرون له.

وله معرفة بالفرائض على مذهب الشافعىّ، والحساب والوراقة، ودرّس بالمدرسة العزّية (١) بظاهر قوص، وأعاد بالمدرسة الشمسيّة مدّة، وكان حلو الخلوة، ينبسط ويبتسم، وفيه تودّد (٢) وعليه مهابة، فقيه النّفس يتكلم على «الوسيط (٣)» كلاما حسنا.

ولمّا حجّ آخر حجّة، اجتمع بقاضى القضاة بدر الدّين ابن جماعة، وتحدّث معه فأعجبه سمته، فأحسن إليه وأضافه إضافة حسنة كبيرة، وخطر له أن يولّيه «الشّرقية» فذكرت له ذلك فقال: أنا فى آخر العمر ما أخرج من وطنى، وأيضا وأنا فى قوص، أىّ من وليها يقرّنى على حالى، والكدّ على غيرى.

وكان حافظا ودّ أصحابه، محسنا إليهم، محبّا لهم، واتّفق أنّ قاضى قوص سراج الدّين (٤) الأرمنتىّ، توجّه إلى القاهرة للسّلام على قاضى القضاة بدر الدّين ابن جماعة، عند قدومه من الحجاز الشّريف فى سنة أربع وعشرين وسبعمائة، ثمّ عاد فخرج الجماعة يتلقّونه، فخرج القاضى شرف الدّين هذا إلى قنا، ونزل الرّباط الصباغىّ، فقام يمشى فوقع من علو، فأقام ساعة وتوفّى بقنا فى ربيع الأوّل، ودفن قريبا من الشّيخ عبد الرّحيم (٥)، فرآه بعض الجماعة فى النّوم وقال له: انتفعت بالشّريف.


(١) فى الدرر: «بالمدرسة المعزية».
(٢) فى الأصول: «تعدد»، وهو تحريف.
(٣) انظر الحاشية رقم ١ ص ٧٠.
(٤) هو يونس بن عبد المجيد، انظر ترجمته ص ٧٢٩.
(٥) هو عبد الرحيم بن أحمد بن حجون، انظر ترجمته ص ٢٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>