الحمد لله رب العالمين، أملى على شيخنا الإمام العلامة الأستاذ الناقد الحافظ أثير الدين أبو حيان محمد بن يوسف بن على الأندلسى أمتع الله ببقائه ما نصه: «سمعت هذا الكتاب المسمى بالطالع السعيد من لفظ جامعه ومصنفه الشيخ الإمام العلامة، صدر الطائفة الشافعية ورئيس الفئة الأدبية كمال الدين وعد الله أبى الفضل جعفر المذكور أعلاه، حفظه الله وأبقاه للفضائل يبديها، وللفواضل يسديها، وهو الكتاب الذى أبقى به لأهل إقليمه ذكرا مخلدا، وثناء على مر الأيام مجددا، كتاب تشرف به السامع، وتشنف ببدائعه المسامع وصعد بمراجعته المطالع، وسعد بإشراقه الطالع، وكان ذلك فى مجالس آخرها يوم الاثنين الموفى عشرين من ذى القعدة سنة أربع وأربعين وسبعمائة، بمنزل السامع بمدرسة الصالح، كتب باذن شيخه محمد بن أبى ليلى سامحه الله، وحسبنا الله ونعم الوكيل؛ وتحته: المذكور أعلاه صحيح، كتبه أبو حيان». وعلى النسخة: «سمعت خطبة الكتاب من لفظ مصنفه الشيخ الإمام كمال الدين أبى الفضل جعفر بن ثعلب الأدفوى الشافعى. وناولنى باقيه وأجاز لى أن أرويه، أدام الله سعده، وحرس مجده، فهو روضة معارف، ونزهة الفاضل العارف، قد بلغ فى حسن التصنيف الغاية، ورفع فى المعرفة والإتقان الراية، وسلك فى براعة التأليف أحسن طريقة، وأصبح نسيج وحده فى الحقيقة، لم يدع لجة لأجل هذا الكتاب إلا ولجها ولا طريقا ضيقة إلا فرجها، ولا درة نفيسة فى بحر التاريخ إلا استخرجها، حتى ارتفعت إليه الأعناق، وامتلأت بفنونه الطروس والأوراق، فلو رآه ابن ثابت الخطيب لأنكر اجتهاد نفسه وجده، أو ابن عبد البر لصار له من بعض جنده، أو الحافظ جمال الدين المزى لكمل به كمال تهذيبه، أو الناقد شمس الدين الذهبى لذهب به تذهيبه، لا زالت فوائده تكتب وتسمع، وفرائده تلقط وتجمع». «وكذلك تناوله منه المحدث عزّ الدين عبد العزيز المؤذن البغدادى، وكان ذلك فى يوم الاثنين سابع شهر رمضان المعظم من سنة ست وأربعين وسبعمائة بالمدرسة الصالحية بالقاهرة المحروسة». «كتبه محمد بن على بن الحسن الألفى سامحه الله».