للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الحليمي (١) رحمه الله تعالى: يحتمل أن يكون أراد بهم الغافلين عن أحوال الدنيا وما فيها من الأسباب العدّة لدفع الَافات والعوارض، فهم لا يعرفون الاكتواء ولا الاسترقاء، ولا يعرفون فيما ينوبهم ملجأ إلاّ الدّعاء والاعتصام بالله عزّ وجلّ.

وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أكثر أهل الجنّة البُلْهُ" (٢).

فقيل: معناه البلهُ عن شهوات الدنيا وزينتها والحبائل التي للشيطان فيها.

وقال الله عزّ وجلّ: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ} (٣).

فقيل: أراد الغافلات عما يرمين به من الفحشاء لا يتفكرن فيها، ولا يخطرن بقلوبهن، ولا تكون من همتهن فكذلك الذين أثنى عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الخبر هم الغافلون عن طب الأطباء ورقى الرقاة، ولا يحسنون منها شيئًا لا الذين (٤) يحسنون ولا يستعملون ثم احتج بما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك وهو أنه - صلى الله عليه وسلم - كوى أسعد بن زرارة من الشوكة (٥).


(١) راجع " "المنهاج" (٢/ ٨ - ٩).
(٢) أخرجه ابن عدي في "الكامل" (٣/ ١١٦٠) ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (٢/ ٤٥٢) من طريق سلامة بن روح عن عقيل عن ابن شهاب عن أنس به.
وقال ابن عدي: حديث منكر بهذا الإسناد، ولم يروه عن عقيل غير سلامة.
وقال ابن الجوزي قال الدارقطني: تفرد به سلامة عن عقيل.
ورواه البزار أيضًا وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٨/ ٧٩، ١٠/ ٤٠٢) فيه سلامة بن روح وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه غير واحد.
وانظر "الميزان" (٢/ ١٨٣).
وسيأتي هذا الحديث مسندًا في هذا الجزء عن أنس وجابر.
(٣) سورة النور (٢٤/ ٢٣).
(٤) في (ن) والأصل "إلا الذين يحسنون"، وكذا في "المنهاج" المطبوع ولعل الصواب ما أثبت.
(٥) أخرجه الترمذي في "الطب" (٤/ ٣٩٠ رقم ٢٠٥٠) وأبو يعلى في "مسنده" (٦/ ٢٧٤ - ٢٥٧ رقم ٣٥٨٢) والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (٤/ ٣٢١) وابن حبان في "صحيحه" (١٤٠٤ - موارد) والمؤلف في "سننه" (٩١/ ٣٤٢) من طريق معمر عن الزهري عن أنس.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٧/ ٤٢١) والحاكم في "المستدرك" (٤/ ٤١٧) من طريق سفيان عن أبي الزبير عن جابر.
وأخرجه ابن ماجه في الطب (٢/ ١١٥٥ رقم ٣٤٩٢) عن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة الأنصاري بنحوه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>