للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأما الماحي فتفسيره أيضًا قد مضى (١) في الحديث، ومعلوم أن الله تعالى هو الحاشر والماحي، وإنما سمي النبي - صلى الله عليه وسلم - بهما لأن الله تعالى جعل حشره سببًا لحشر غيره، ونبوته سببًا لإزهاق الباطل كله من الكفر وغيره، فصار من طريق التقدير كأنه الحاشر والماحي.

وأما المقفي (٢) فمعناه المتبع.

ويحتمل أن يكون المراد المقفي لإبراهيم عليه السلام لقوله تعالى: {أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} (٣).

ويحتمل أن يكون المقفي لموسى وعيسى وغيرهما من أنبياء بني إسرائيل عليهم السلام لنقل قومهم عن اتباعهم إلى اتباعه، أو عن اليهودية والنصرانية إلى الحنيفية السمحة.

وأما العاقب والخاتم فقد مضى تفسيرهما (٤) في الحديث وأما نبي الرحمة فقد جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إِنَّماَ أنا رحمة مُهْداةٌ".

[١٣٣٨] أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد، حدثنا معاذ بن المثنى، وتمتام، قالا أخبرنا يحيى بن معين، حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، حدثنا يزيد بن


(١) وهو أن الله تعالى يمحو به سيئات من اتبعه.
(٢) المقفي: هو المولي الذاهب، يعني أنه أخر الأنبياء، المتبع لهم. فإذا قفى فلا نبي بعده. راجع "النهاية" (٤/ ٩٤).
(٣) سورة النحل (١٦/ ١٢٣).
(٤) مر تفسير "العاقب" فقط وهو أنه عقب الأنبياء. والخاتم أيضًا الآخر. يقال: ختام القوم وخاتِمهم وخاتَمهم: أخرهم. راجع "اللسان" (ختم).

[١٣٣٨] إسناده: رجاله ثقات.
• أبو حازم هو الأشجعي، سلمان. (ع) مر. والحديث أخرجه مسلم في البر والصلة (٣/ ٢٠٠٦ - ٢٠٠٧ رقم ٨٧) عن محمد بن عباد وابن أبي عمر عن مروان بن معاوية بلفظ "إني لم أبعث لعانًا وإنما بعثت رحمة".
وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ص ٨٩ رقم ٣٢١) عن عبد الله بن محمد عن مروان …
وصححه الألباني في "صحيح الجامع الصغير" (٢٤٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>