للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إبراهيم بن أبي طالب، حدثنا أبوالخطاب زياد بن يحيى … فذكره غير أنه لم يقل في آخره: يعني أهديت لكم (١).

وذلك على معنى أن الله تعالى بعثه ليرحم به عباده، ويخرجهم على لسانه من الظلمات إلى النور كما قال الله عز وجلّ حين امتن عليهم: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} (٢).

وأما نبي التوبة فلأنه أخبر عن الله تعالى أنه يقبل التوبة عن عباده إذا تابوا كبرت ذنوبهم أو صغرت، ولعل الأمر في شرائع المتقدمين لم تكن بهذه السهولة فلذلك قال:

"أنا نبيُّ التَّوبة".

[١٣٤١] أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا أحمد


= وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٨/ ٢٥٧) وقال رواه البزار والطبرني في "الصغير" ورجال البزار رجال الصحيح.
وتكلم الألباني في "الصحيحة" (٤٩٠) على طرقه وقال: يرتقي الحديث بطرقه إلط درجة الحسن أو الصحة.
(١) قال الرامهرمزي في "أمثال الحديث": اتفقت ألفاظهم في ضم الميم من قوله "مهداة" إلا أن ابن البرتي قال: "مهداة" بكسر الميم من الهداية.
وكان ضابطًا فهمًا، متصرفًا في الفقه واللغة. والذي قاله أجود من الاعتبار لأنه بعث - صلى الله عليه وسلم - هاديًا، كما قال الله عز وجلّ: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (سورة الشورى ٤٢/ ٥٢).
وكما قال جل وعز: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ} (سورة النحل ١٦/ ٤٤).
{لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} (سورة إبراهيم ١٤/ ١).
وأشباه ذلك.
ومن رواه بضم الميم إنما أراد أن الله عز وجلّ أهداه إلى الناس وهو قريب.
(٢) سورة ال عمران (٣/ ١٠٣).

[١٣٤١] إسناده: رجاله ثقات.
والأثر أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (١١/ ١٨٢) ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (٩/ ١٧٤ رقم ٨٧٩٤) وقال الهيثمي في "المجمع" (٧/ ١١): رجاله رجال الصحيح إلا أن ابن سيرين ما أظنه سمع ابن مسعود.
(قلت) ورواه الطبري في "تفسيره" (٥/ ٢٧٣) من طريق شعبة عن عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود نحوه. فهذه الطريق تعضد الأولى.

<<  <  ج: ص:  >  >>