"رَحْب الراحة"، يريد واسع الراحة. وكانت العرب تحمد ذلك وتمدح به. "سبط القصب". قال أبو عبيد: القصب: كل عظم ذيمما مخ مثل الساقين والعضدين والذراعين. وسبوطهما: امتدادهما. يصفه بطول العظام. "شثن الكفين والقدمين" يريد أنهما إلى الغلظ والقصر. "سائل الأطراف" يريد الأصابع أنها طوال ليست بمنعقدة ولا متغضنة. "خمصان الأخمصين" الأخمص في القدم من تحتها: هو ما ارتفع عن الأرض في وسطها. أراد أن ذلك منه مرتفع، وأنه ليس بأزجّ وهو الذي يستوي باطن قدمه حتى يمسّ جميعه الأرض. وقال أبو عبيد: يعني أن ذاك الموضع من قدميه فيه تجاف عن الأرض وارتفاع، وهو مأخوذ من خموصة البطن وهي ضمره. "مَسيح القدمين" يعني أنه ممسوح ظاهر القدمين. فالماء إذا صُبّ عليهما مرّ عليهما مرا سريعا، لاستوائهما وانملاسهما. وقال أبو عبيد: يعني أنهما ملساوان، ليس في ظهورهما تكسر، ولهذا قال: "ينبو عنهما الماء" يعني أنه لاثبات للماء عليهما. "إذا زال زال قلعا" قال في "لسان العرب": يروى بالفتح وبالضم فبالفتح هو مصدر بمعنى الفاعل أي يزول قالعا لرجله من الأرض، وهو بالضم إما مصدر أو اسم، وهو بمعنى الفتح. "يخطو تكفيا ويمشي هونا" يريد أنه يميد إذا خطأ، ويمشي في رفق غير مختال. "ذريع المشية" يعني أنه مع هذا الرفق سريع المشية. وقال أبو عبيد: يعني واسع الخُطا. "كأنما يخط من صبب"، الصَّبب: الانحدار. وقال أبو عبيد: أراه يريد أنه مقبل على ما بين يديه، غاض بصره، لا يرفعه إلى السماء، وكذلك يكون المنحطّ، ثم فسّره فقال: "خافض الطرف، نظره إلى الأرض أكثر من نظره إلى السماء". "إذا التفت التفت جميعًا" قال أبو عبيد: يريد أنه لا يلوي عنقه دون جسده، فإن في هذا بعض الخفة والطيش. "جُل نظره الملاحظة" كذا في الدلائل وغيره من المصادر. وفي النسختين "أطول نظره". وما أثبته أوجه. والملاحظة: هو أن ينظر الرجل بلحاظ عينه إلى الشيء شزرا، وهو شق العين الذي يلي الصوغ. "يسوق أصحابه" يريد أنه إذا مشى مع أصحابه قدّمهم بين يديه، ومشى وراءهم. "يبدر" أي يسبق، وفي بعض الروايات "يبدأ". "يفتح كلامه ويختمه بأشداقه" وذلك لرحب شدقيه. عن الأصمعي قلت لأعرابي: ما الجمال؟ فقال: غثور العينين، وإشراف الحاجبين، ورحب الشدقين، وأما ما جاء عنه - صلى الله عليه وسلم - في المتسادقين، فإنه أراد به الذين يتشادقون إذا تكلموا، =