وهذا خلاف ما وصفته به أم معبد؛ لأنها قالت في وصفه: "أَزَجّ أقرن"، ولا أراه إلا كما ذكر ابن أبي هالة. وقال الأصمعي: كانت العرب تكره القرن، وتستحب البلج، والبلج: أن ينقطع الحاجبان فيكون ما بينهما نقيا. وقال أبو عبيد: الزجج في الحواجب أن يكون فيها تقوس مع طول في أطرافهما. "بينهما عرق يدره الغضب" قال أبو عبيد: يقول: إذا غضب درّ العرق الذي بين الحاجبين، ودروره: غلظه ونتوءه وامتلاؤه. "أقنى العرنين" العرنين: المعطس، وهو المرسن، والقنى فيه: طوله ودقة أرنبته، وحدب في وسطه. وذكر أبو عبيد مثله وقال: الأشم أن يكون الأنف دقيقا، لا قنى فيه. "يحسبه من لم يتأمله أشمّ" فالشم: ارتفاع القصبة وحسنها، واستواء أعلاها، وإشراف الأرنبة قليلًا. يقول: هو لحسن قناء أنفه واعتدال ذلك يُحسب قبل التأمل أشمّ. "كَثّ اللحية" قال أبو عبيد: الكثوثة: أن تكون اللحية غير دقيقة ولا طويلة ولكن فيها كثاثة من غير عظم ولاطول. "ضليع الفم": أي عظيمه. وكانت العرب تحمد ذلك وتذُمُّ صغير الفم. وقال بعضهم: الضليع المهزول الذابل. وهو في صفة فم النبي - صلى الله عليه وسلم - ذبول شفتيه، ورقتهما وحسنهما. "أشنب" من الشنب في الأسنان، وهو تحدد أطرافها. وقال أبو عبيد: الأشنب: هو الذي في أسنانه رقة وتحدد. والمفلّج: هو الذي في أسنانه تفرق. "المسربة": الشعر التي بين اللبة إلى السّرّة. "جيدُ دُمية": الجيد: العنق، والدُّمية: الصورة، شبهها في بياضها بالفضة. "بادن متماسك" كذا وقع بالرفع في النسختين وفي الدلائل، والوجه النصب. والبادن: الضخم. يريد أنه مع بدانته متماسك اللحم. "سواء البطن والصدر": يريد أن بطنه غير مستفيض، فهو مساوٍ لصدره وصدره عريض، فهو مساوٍ لبطنه. "ضخم الكراديس" يريد الأعضاء. قال أبو عبيد: اختلف الناس في الكراديس، فقال بعضهم: هي العظام، ومعناه أنه عظيم الألواح. وبعضهم يجعل الكراديس رءوس العظام. "أنور المتجرَّد"، المتجرد: ما جُرّد عنه الثوب من بدنه، وهو المجرد أيضًا. وأنور من النور: يريد شدة بياضه. "طويل الزَّنْدَين" الزَّند من الذراع: ما انحسر عنه اللحم. وللزند رأسان: الكُوع والكُرسوع. فالكرسوع: رأس الزند الذي يلي الخنصر، والكُوع: رأس الزند الذي يلي الإبهام. =