للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي رواية بشر: "أنا سيد بني آدم". وقال: "تنشق عنه الأرض".

رواه مسلم في الصحيح (١) عن الحكم بن موسى.

قال الحليمي (٢) رحمه الله: ولأن شرف الرسول (٣) بالرسالة، ونبينا - صلى الله عليه وسلم - خص بأشرف الرسالات، فعلمنا بذلك أنه أشرف الرسل.

والدليل على أن رسالته أشرف الرسالات أنها نسخت ما تقدمها من الرسالات ولا تأتي بعدها رسالة تنسخها وإلى هذا أشار ربنا جل ثناؤه فيما وصف به كتابه أن قال: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ. لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (٤).

فقيل معناه: ليس فيما تقدمه ما يكذبه، ولا يأتي بعده ما يدفعه وفي هذا ما دل على أن هذه الرسالة أفضل الرسالات، فصح أن الرسل بها أفضل الرسل والله أعلم.

ومنها: أن الله تعالى أقسم بحياته ومعقول أن من أقسم بحياة غيره وإنما يقسم


(١) في الفضائل (ص ١٧٨٢ رقم ٣).
ومن هذه الطريق أخرجه ابن سعد في "طبقاته" (١/ ٢٠).
وأخرجه أبو داود في السنة (٥/ ٥٤ رقم ٤٦٧٣) والمؤلف في "الدلائل" (٥/ ٤٧٦) وفي "السنن" (٩/ ٤) واللالكائي في "شرح السنة" (٢/ ٧٨٨ رقم ١٤٥٢، ١٤٥٣) والجوزقاني في "الأباطيل" (١/ ١٧١ رقم ١٦٣) من طرق عن الأوزاعي به.
وأخرجه أحمد في "المسند" (٢/ ٥٤٠) وابن أبي شيبة في "المصنف" (١١/ ٤٧٧، ١٤/ ٩٦) وابن سعد في "الطبقات" (١/ ٢٠) وابن أبي عاصم في "السنة" (٢/ ٣٦٩ رقم ٧٩٢) من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة نحوه.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" (٢٥٥ - ٢٥٦) من طريق الأوزاعي، عن قتادة، عن عبد الملك العتكي عن أبي هريرة بمثله.
قال ابن خزيمة: لست أعرف عبد الملك هذا بعدالة ولا جرح، ولا أعرف نسبه أيضًا.
(قلت) هذا لا يضر الحديث فإنه قد جاء من طرق أخرى صحيحة. وذكره الشيخ الألباني في "الصحيحة" (١٥٧١) وقد مرت الإشارة إليه في هذا الكتاب (٢/ ١٢٢).
(٢) "المنهاج" (٢/ ٨٤ - ٨٥).
(٣) في النسختين عندنا بعد "الرسول": "- صلى الله عليه وسلم -".
(٤) سورة فصلت (٤١/ ٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>