للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أمؤمن أنا أم لا؟ قال: سبحان الله قال الله تعالى: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} فهو الغيب فمن آمن بالغيب (١) فهو مؤمن بالله".

قال: الإمام أحمد (٢) رحمه الله تعالى: فهذا الذي روينا من إطلاق معاذ وما روي مرسلا من تصويب قول عمر وقول عطاء في تسمية من أمن بالله وبرسله بالمؤمن يرجع إلى الحال.

قال الحليمي (٣) رحمه الله تعالى: لا ينبغي للمؤمن أن يمتنع من تسمية نفسه مؤمنا في الحال لأجل ما يخشاه من سوء العاقبة، نعوذ بالله منه، لأن ذلك، وان وقع وحبط ما قدم من إيمانه، فليس ينقلب الوجود منه معدوما من أصله وإنما يحبط أجره ويبطل ثوابه. وبسط الكلام في شرح ذلك.

وأما من أنكر من السلف إطلاق اسم الإيمان، فالوضع الذي يليق به ما قال: أن يقول الواحد: أنا مؤمن وأعيش مؤمنا وأموت مؤمنا وألقى اللّه مؤمنا ولا يستثني؛

ولذلك قال ابن مسعود: قل إني في الجنة لأن من مات مؤمنا كان في الجنة وليس كل من كان مؤمنا في ساعة من عمره أو يوما أو سنة كان في الجنة (٤) فعلمنا أن عبد الله إنما قال هذا لمن اتكل على إيمانه فقطع بأنه مؤمن مطلق في عامة أحواله وأوقاته ولا يعيش إلا مؤمنا ولا يموت إلا مؤمنا ولم يكل أمره إلى الله عز وجل.

فأما قول المؤمن أنا الآن مؤمن فليس مما ينكر وإنما يصح الاستثناء إذا كان الخبر عن المستقبل خاصة فيكون المعنى أرجو أن يمن الله علي بالتثبت ولا يسلبني هدايته بعد أن آتانيها.

قال: وللاستثناء موضع آخر يصح فيه (٥) ويحسن وهو أن يرد على كمال الإيمان


(١) في (ن) والمطبوعة "فمن أمن فقد آمن بالله".
(٢) في الأصل "قال الإمام الحافظ أبو عبد الله البيهقي".
(٣) المنهاج (١/ ١٢٩).
(٤) في الأصل "في الجاهلية".
(٥) في (ن) "به".

<<  <  ج: ص:  >  >>