للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عيسى بن محمد بن موسى الطريثيي، حدثنا أبو نصر، حدثنا مقاتل بن سليمان، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّ الله عزّ وجلّ قد أَنزلَ عليَّ سورة لم يُنزِلها على أحدٍ من الأنبياء والرُّسُل قبل" قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قال الله تعالى: قسمتُ الصلاة بيني وبين عبادي، فاتحة الكتاب جعلتُ نصفَها لي ونصفَها لهم، وآية بيني وبينهم. فإذا قال العبد {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قال الله عز وجلّ-: عَبدي دَعاني باسمَين رققين، أحدُهما أرقُ من الآخر، فالرحيم أَرقُّ من الرحمن، وكلاهما رقيقان. فإذا قال {الْحَمْدُ لِلَّهِ} قال: شَكرني عبدي وحَمدني، فإذا قال: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} قال الله: شهد عبدي أدنّي ربّ العالمين يعني ربّ الجنّ والإنس والملائكة والشياطين وسائر الخلق وربّ كل شيء. فإذا قال: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قال: مَجَّدني عبدي. فإذا قال: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} يعني بيوم الدين يوم الحساب.- قال الله: شهد عبدي أنه لا مالك ليوم الحساب أحد غيري. وإذا قال: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} فقد أثنى عليّ عبدي. {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} يعني الله أعبدُ وأوحد {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} هو (قال الله هذا بيني وبين عبدي إيّاي يعبد فهذه لي، وإيّاي يستعين) (١) فهذه له، ولعبدي ما سأل. بقية هذه السورة {اهْدِنَا} أرشدنا {الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (يعني دين الإسلام؛ لأن كل دين غير الإسلام فليس بمستقيم) (٢) أي الذي ليس فيه التوحيد {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} يعني به النبيين والمؤمنين الذين أنعم الله عليهم بالإسلام والمنبوة {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} ويقول أرشدنا غير دين هؤلاء الذين غضبت عليهم، وهم اليهود {وَلَا الضَّالِّينَ} وهم النصارى، أضلهم الله بعد الهدى، بمعصيتهم غضب الله عليهم {وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} يعني الشيطان {أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا} في الدنيا والآخرة يعني شر منزلًا من النار {وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} (٣) من المؤمنين يعني أضل عن قصد السبيل المهدي من المسلمين " قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فإذا قال الإمام {وَلَا الضَّالَّينَ} فقولوا أمين يجبكم الله" قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "قال لي: يا محمد هذه نجاتُك، ونجاة أمَّتِك ومَن اتبَعك على دينك من النار".


(١) ما بين الحاصرتين سقط من (ن).
(٢) زيادة من "الدر المنثور".
(٣) انظر الآية (٦٠) من سورة المائدة (٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>