للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعلى أنه إن ثبت أن الراد به تنتصف السورة نصفين بالآي، فقد يجوز أن يكون نصفها الأول أطول من الثاني كما أن الشهر إذا لم يجاوز تسعًا وعشرين لم يخل من التنصف ويكون نصفه الأول خمسة عشر ونصفه الآخر أربعة عشر حتى لو قال رجل لامرأته في أول الشهر إذا انتصف هذا الشهر فأنت طالق طلقت إذا انقضت من أيامه خمسة عشر يومًا ولو نقص منه يومًا لم يبن (؟) أن الطلاق كان واقعًا قبل الوقت الذي ذكرنا.

[٢١٤٧] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو العباس عبيد الله بن محمد بن نافع الزاهد قراءة عليه من أصل كتابه، حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد الكيزداباذي، حدثنا


= ليست الأولى منها- لأن فاتحة الكتاب تنقسم إلى حروف وآيات فلئن كانت تنصف نصفين مستويين إذا كانت بسم الله الرحمن الرحيم أولى آياتها، فإنها تنصف مع ذلك بكل واحدة من الكلم والحروف نصفين متعادلين، وتكون نهاية النصف الأول في الوجهين عند قوله "نعبد" وليس في الحديث أن التنصيف بالآي- فإذا كانت تنصف بابتدائها بالتسمية بالكلم والحروف نصفين، فقد وقع بذلك الخروج من عهدة الخبر- والله أعلم.
وعلى أنه لو ثبت أن المراد بالحديث أن تنتصف السورة نصفين بالآي، فقد يجوز أن تنتصف بالآي، ويكون نصفها الأول أطول من نصفها الثاني. ألا ترى أنه كما في الشهر إذا لم يجاوز تسعًا وعشرين لم يخل ذلك الشهر من التنصيف غير أنه يكون نصفها خمسة عشر ونصفها الآخر أربعة عشر. حتى لو قال رجل لامرأته في أول الشهر إذا انتصف هذا الشهر فأنت طالق، طلقت إذا انقضت من أيامه خمسة عشر يومًا. ولو نقص منه يوم لم يبن أن الطلاق كان واقعًا قبل الوقت الذي ذكرنا. وذلك محال (؟).
ولو قال لامرأته- وقد مضى من الشهر خمسة عشر يومًا-: إذا مضى شهر فأنت طالق فمضى من الشهر الثاني خمسة عشر يومًا، طلقت سواء نقص الشهر الأول أو الثاني، أو نقصا معًا أو كملا.
فإذا جاز أن يكون الشهر نصفين، وأحدهما أطول من الآخر، جاز أن تكون السورة نصفين، وأحدهما أطول من الآخر". راجع "المنهاج"، (٢/ ٢٣٩ - ٢٤٠).

[٢١٤٧] إسناده: ضعيف وفي جهالة. لم أعرف عبيد الله ولا يحيى.
• عيسى بن محمد بن موسى الطرثيثي الكيزداباذي- ذكره في "الأنساب" (١١/ ١٩٤).
أبو نصر هو منصور بن عبد الحميد.
قال ابن عدي: يعرف برواية التفسير عن مقاتل.
وذكره ابن حبان في "الثقات" (٩/ ١٧١) وقال: يعتبر حديثه إذا كان فوقه ودونه "الثقات" وراجع "الكامل" (٦/ ٢٣٨٩) و"الميزان" (٤/ ١٨٦)، و"لسان الميزان" (٦/ ٩٧).
• مقاتل بن سليمان- متهم، والضحاك لم يسمع من ابن عباس.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (١/ ٢٥) وعزاه للمؤلف فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>