للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الله عز وجل وعلم صفاته ومعرفة رسله والفرق بين النبي الصادق (١) وبين المتنبئ الكاذب عليه مذموما أو مرغوبا عنه؟ ولكنهم لإشفاقهم على الضعفاء أن لا يبلغوا ما يريدون منه فيضلوا، نهوا عن الاشتغال به.

ثم بسط الحليمي رحمه الله تعالى الكلام في التحريض على تعلمه إعدادا لأعداء الله عز وجل، وقال (٢) غيره في نهيهم عن ذلك: إنما هو لأن السلف من أهل السنة والجماعة كانوا يكتفون بمعجزات الرسل صلوات الله عليهم على الوجه الذي بينا، و انما يشتغل في زمانهم بعلم الكلام أهل الأهواء، فكانوا ينهون عن الاشتغال بكلام أهل الأهواء ثم إن أهل الأهواء كانوا يدعون على أهل السنة أن مذاهبهم فى الأصول تخالف المعقول، فقيض الله تعالى جماعة منهم للاشتغال بالنظر والاستدلال حتى تبحروا فيه وبينوا بالدلائل النيرة والحجج الباهرة أن مذاهب أهل السنة توافق المعقول كما هي موافقة لظاهر الكتاب والسنة، إلا أن الإيجاب يكون بالكتاب والسنة لما يجوز (٣) في العقل أن يكون غير واجب، دون العقل وقد كان من السلف من يشرع في علم الكلام ويرد به على أهل الاهواء.

[٨٤] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن سهل، حدثنا إبراهيم بن معقل، حدثنا حرملة، حدثنا ابن وهب، حدثنا مالك أنه دخل يوما على عبد الله بن يزيد بن هرمز فذكر قصة ثم قال: وكان- يعني- ابن هرمز بصيرا بالكلام وكان يرد على أهل الأهواء وكان من أعلم الناس بما اختلفوا فيه من هذه الأهواء.


(١) في النسختين "الصادق - صلى الله عليه وسلم -".
(٢) في (ن) والمطبوعة"وقد قال"
(٣) في (ن) "فيما يحترز".

[٨٤] إسناده: رجاله موثقون.
• أحمد بن سهل بن حمدويه، أبو نصر، استدركه ابن نقطة على ابن ماكولا، راجع "الإكمال" (٢/ ٥٥٦ - التعليق).
• إبراهيم بن معقل بن الحجاج، الفقيه، القاضي، أبو إسحاق النسفي (م ٢٩٥ هـ)، قاضي مدينة نسف، ثقة، حافظ، صنف "المسند الكبير" "التفسير" وغير ذلك، راجع ترجمته في "السير" (١٣/ ٤٩٣) "التذكرة" (٢/ ٦٨٦) "الوافي" (٦/ ١٤٩) "شذرات" (٢/ ٢١٨).
• حرملة بن يحيى بن حرملة بن عمران، أبوحفص التجيبي، المصري (٢٤٣ هـ)، صاحب الشافعي، صدوق، من الحادية عشرة (م س ق).
• ابن وهب= عبد الله المصري (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>