للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢ - والثاني: إثبات وحدانيته ليقع به البراءة من الشرك.

٣ - والثالث: إثبات أنه ليس بجوهر ولا عرض ليقع به البراءة من التشبيه.

٤ - والرابع: إثبات أن وجود كل ما سواه كان معدوما (١) من قبل إبداعه له واختراعه إياه ليقع به البراءة من قول من يقول بالعلة والمعلول.

٥ - والخامس: إثبات أنه مدبر ما أبدع ومصرفه على (٢) ما يشاء ليقع به البراءة من قول القائلن بالطبائع أو تدبير (٣) الكواكب أو تدبير الملائكة.

فأما البراءة بإثبات الباري جل ثناؤه والاعتراف له بالوجود من معاني التعطيل؛ فلأن قوما ضلوا عن معرفة الله جل ثناؤه فكفروا وألحدوا وزعموا أنه لا فاعل لهذا العالم، وأنه لم يزل على ما هو عليه ولا موجود إلا المحسوسات وليس وراءها شيء، وأن الكوائن والحوادث إنما تكون وتحدث من قِبَل الطبائع التي في العناصر وهي الماء والنار والهواء والأرض ولا مدبر للعالم يكون ما يكون باختياره وصنيعه.

فإذ أثبت المثبت للعالم إلها ونسب الفعل والصنع إليه فقد فارق الإلحاد والتعطيل وهذا أحسن مذاهب الملحدين، والقائلون (٤) به يسميهم غيرهم من أهل الإلحاد الفرقة المتجاهلة، ويدعونهم (٥) غير الفلاسفة.

أما البراءة من الشرك بإثبات الوحدانية فلأن قوما ادعوا فاعلين وزعموا أن أحدهما يفعل الخير والاخر يفعل الشر.

وزعم قوم أن بدء الخلق كان من النفس إلا أنه كان يقع منها لا على سبيل السداد والحكمة فأخذ الباري على (٦) يدها وعمد إلى مادة قديمة كانت موجودة معه لا تزال (٧) فركب منها هذا العالم على ما هو عليه من السداد والحكمة.


(١) سقطت هذه الكلمة من الأصل.
(٢) سقطت "على" من (ن).
(٣) ليس في المطبوعة.
(٤) في الأصل "القائلين".
(٥) كذا في الأصل. وفي النسختن "وقد يدعوهم غيرهم الفلاسفة".
(٦) في (ن) والمطبوعة "ندها".
(٧) وفي النسختين "لم تزل".

<<  <  ج: ص:  >  >>