للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الإمام البيهقي- رحمه الله تعالى- وقد ذكرت إسناده في كتاب "الأسماء والصفات" وإسناد غيره مما ورد به الحديث.

قال الأستاذ (١) ومعناه: أنه مالك كل مخلوق وأنه متفرد بالإيجاد.

[٢٩] "المولى" ومعناه أنه يغير ما شاء كيف شاء.

[٣٠] "الأحد" ومعناه أنه لا يصح عليه الاتصال والماسة ولا يجوز عليه النقصان والزيادة.


= رواه أبو داود في "سننه" في الأدب (٥/ ١٥٤) وأحمد في "سنده" (٤/ ٢٤ - ٢٥) ورجال إسنادهما ثقات. وقال الحليمي في معناه: هو المحتاج إليه بالإطلاق، فإن سيد الناس إنما هو رأسهم الذي إليه يرجعون، وبأمره يعملون، وعن رأيه يصدرون، ومن قوله يستهدون. فإذا كانت الملائكة والإنس والجن خلقا للباري- جل ثناؤه- ولم يكن بهم غنية عنه في بدء أمرهم وهو الوجود، إذ لو لم يوجدهم لم يوجدوا، ولا في البقاء بعد الإيجاد، ولا في العوارض العارضة أثناء البقاء، كان حقا له- جل ثناؤه- أن يكون سيدا، وكان حقا عليهم أن يدعوه بهذا الاسم. "المنهاج" (١/ ١٩٢). ولم يذكره المؤلف في "الاعتقاد".
(١) يعنى أبا إسحاق الإسفراييني.

[٢٩] قال الله عز وجل: {نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِرُ} (الأنفال ٨/ ٤٠، الحج ٢٢/ ٧٨) وقال الحليمي في معناه: إنه المأمول منه النصر والمعونة لأنه هو المالك ولا مفزع للمملوك إلا مالكه. (المنهاج ١/ ٢٠٤). وانظر "الأسماء والصفات" (٨٨ - ٨٩) و"شأن الدعاء" للخطابي (١٠١).

[٣٠] "الأحد" ورد مرة في سورة الإخلاص {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}. قال الحليمي: وهو الذي لا شبيه له ولا نظير، كما أن الواحد هو الذي لاشريك له ولا عديل، ولهذا سمى الله عز وجل نفسه بهذا الاسم و وصف نفسه بأنه "لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد" فكان قوله جل وعلا: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} من تفسير قوله "أحد" والمعنى: لم يتفرع عنه شيء ولم يتفرع هو عن شيء كما يتفرع الولد عن أبيه وأمه، ويتفرع عنهما الولد، أي فإذا كان كذلك فما يدعوه المشركون إلها من دونه لا يجوز أن يكون إلهاً، إذ كانت أمارات الحدوث من التجزئ والتناهي قائمة فيه، لازمة له. والباري تعالى لا يتجزأ، ولا يتناهى، فهو إذا غير مشبه إياه، ولا مشارك له في صفته. "المنهاج" (١/ ١٩٥) و"الأسماء والصفات" (٤٩ - ٥٠). وانظر "الاعتقاد" (٢٩). قال الخطابي: والفرق بين "الواحد" و"الأحد" أن الواحد هو المنفرد بالذات لا يضاهيه آخر و"الأحد" هو المنفرد بالمعنى لا يشاركه فيه أحد. ولذلك قيل للمتناهي في العلم: هو أحد الأحدين. ومما يفترقان به في معاني الكلام: أن الواحد في جنس المعدود- وقد يفتتح به العدد- والأحد ينقطع معه العدد، وأن "الأحد" يصلح في الكلام في موضع الجحود، و"الواحد" في موضع الإثبات، تقول: لم يأتني من القوم أحد، وجاءني منهم واحد، ولا يقال: جاءني منهم احد، فأما "الوحيد" فإنما =

<<  <  ج: ص:  >  >>